هرمنا – بقلم : عزالدين القصراوي ..
منذ احتلال فلسطين و هي تتصدر المشهد العربي ، كيف لا و فيها قبلة المسلمين الاولى و مسرى رسول الله “صلى الله عليه و سلم” و قد سقط من أجلها آلاف الشهداء و الجرحى و عُقِدَت من أجلها مئات المباحثات و المؤتمرات التي لم ينتج عنها سوى المزيد من الظلم بحق الشعب الفلسطينيّ .
البعض من الحكومات العربية رأت في السلام مع إسرائيل باباً لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط و منطلقاً لإحلال السلام الدائم في المنطقة .
أمّا البعض الآخر فقد اعتَبَرَ الوجود الصهيونيّ في فلسطين كالسرطان الذي ممكن ان يتفشى و يفتك بالمنطقة العربية كاملة.
و ضَعْفُ الإهتمام في القضية الفلسطينية في الآونة الأخيرة جاء بسبب إنشغال بعض الحكومات العربية في قضاياها الداخلية و النزاعات الطائفية و المشكلات الإقتصادية .
أما عن الشعوب العربية فموقفها العدائِي إتجاه المحتلين الصهاينة متناقل عبر الأجيال و ما زالت فلسطين قضيتهم الأُم ؛ رغم أن بعضهم قد يتعارض رأيه مع رأي حكومة بلاده التي اتجهت للسلام مع إسرائيل .
و التزام الصمت عند كثير من الحكومات العربية اتجاه ما تتعرض له القضية الفلسطينية من انتهاك صارخ و واضح ساهم في تأزيم الموقف الفلسطينيّ و إعلان مزيدٍ من التنازلات للمحتل الصهيونيّ .
كلُّ تِلْكَ العوامل ساهمت في إبعاد القضية الفلسطينية عن الواجهة العربية و إنعدام الإهتمام بها .
أما عن حل الدولتين فقد وصفه البعض “بإبر التخدير” للشعوب العربية ؛ فالجميع يدرك أن إسرائيل التي سقط منها آلاف القتلى من أجل إحتلال أراضي ال “٦٧” و أنفقت مئات المليارات على بناء المستوطنات فيها ؛ لن تسلمها للفلسطينيين على طبقٍ من ذهب .
و يبقى السؤال هنا : هل غابت القضية الفلسطينية عن الواجهة العربية ، و إن غابت فهل من مبرر ؟ و متى ستعود و على أي شكلٍ ستنتهي ؟