أخبار عاجلة

من عام الألم 2020 الى عام الأمل 2021 .. بقلم: د. زيد احمد المحيسن

هرمنا – يقول القاضي والشاعر اللبناني بولس سلامة:

ألمي يشق على الخيال لحاقه — فيتيه بين البحر والصحراء 
هو كل اهات العصــور تجمعت — مروية بمدامــع الشـهداء

مع بزوغ اول خيط من خيوط ايام العام الجديد 2021 نطوي صفحات عاما مضى .. عاما غطى حياتنا بسحب سوداء قاتمه، وحول واقع حياتنا اليومية الى فزع دائم وخوف من المجهول، وعطل عناصر الانتاج وحركة الناس واحدث العزلة للمواطن داخل وطنه وخارج، وابعد المسافات بين الدول، وخلق حالة من اليأس لدى الناس بأن ساعة الفرج هي حلم ليلة صيف بعيدة المنال.

صحيح قد يمنحنا الألم نوعا من يقظة الضمير للتفكر والتأمل في ما نحن فيه من صعوبات، وما علينا عمله للخروج من هذا الكابوس الكبير لازماتنا ومشاكلنا التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، لكن سوداوية المشهد عطلت مقومات ونوازع التفكير لدينا وجعلتنا حائرين بأن ساعة العسر الطويلة وتحتاج الى مخاض عسير، لكن ما يعزينا ويدفع فينا الارادة والاصرار والامل بان وطني الذي يعيش في داخلي ممزوج برائحة الشهداء والاسرى والجرحى ونصف شعبي شهداء والباقي ينتظر، فدماء الشهداء هي رائحة النرجس والياسمين التي ترسم الامل مرة ثانية الى الشفاه الحزينه لمواصلة مسيرة العمل والبناء بجد ونشاط واخلاص .

لقد خلف العام الماضي ملايين الضحايا من جراء جائحة كورونا ودمر حياة الملايين واصبحوا عاطلين عن العمل يتسولون على ابواب المعونات الدولية وبرامج الاغاثة، وازداد الفقير فقرا وانضم اليه ملايين الفقراء الجدد، وتعطل التعليم الوجاهي واستعاض عنه بالتعليم الالكتروني للقادريين وابناء الاثرياء، وانضم جيل كامل الى الامية لعدم القدرة على مواكبة ادوات العصر ووسائل التكنولوجيا الحديثة، وازداد المشهد الدولي تعقيدا جديدا من امية الاجيال القادمة.

لكن هرولة انظمة عربية تجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل شكلت الكارثة الكبرى والتي هي من وجهة نظري فيروس العصر في عالمنا العربي وليس جائحة كورونا .. لقد تعرت هذه الدول عن مبادئها وقيمها العربية الاصلية والتزاماتها الاخلاقية تجاة الشقيق العربي الفلسطيني لكي تشرعن الاحتلال لفلسطين وللقدس مهبط الوحي ومسرى رسولنا العربي الامين الذي جاء رحمة للعالمين .

جائحة كورونا في طريقها الى الزوال بفعل علماء واصلوا الليل بالنهار في البحث والدرس والتجارب حتى توصلوا الى ترياق – لقاح لهذا الفيروس، اما فيروس التطبيع العربي والهرولة تجاه الاحتلال الصهيوني فنقولها الان بالفصحى ان فلسطين الارض والانسان ستظل ابد الدهر المفاجأة التي لايمكن ان تندرج في الحسبان، وانها من قبل ومن بعد هي الميزان الذي تقاس به قامات الرجال في زماننا هذا وفي كل زمان.

فلسطين هي التي علمت وستعلم المهرولين ابجدية الانفة والابا،ء وكيف ان العربي الحر لايذل ولايستحذى ولو لم يملك من عدة النزال الا الحجارة، والحجر الفلسطيني مقدس وهو رهن النزال بعد كل صلاة جمعة، وعلى اثر كل اذان، وفي اعقاب كل تكبيرة .

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …