اذا بدك تحيّره خيّره …د. عصام الغزاوي.

هرمنا – تعاقدت الحكومة مع عدة شركات لاستيراد انواع مختلفة من لقاحات الكورونا، كلها ذات مأمونية جيدة وفعالية كاملة وأيّا منها بشكل عام سيفي بالغرض، لعله كان من الأفضل توحيد اللقاح بنوع واحد لعدم فتح المجال للاختيار او التشكيك بأحدها، شخصياً كنت افضل اختيار اللقاح الصيني “سينوفاك” وان كانت نسبة فاعليته اقل من الانواع الاخرى، ليس لانه فقط اقل كلفة بل لانه لقاح تقليدي يعمل من خلال استخدام جزيئات فيروسية ميتة لتحفيز النظام المناعي في الجسم بدون حدوث ردود فعل خطيرة بعكس لقاحي موديرنا وفايزر اللذان يعملان على الحمض النووي الريبوزي (mRNA) وهذا يعني أن جزءا من الشيفرة الجينية لفيروس كورونا يتم حقنه في الجسم لتحفيز النظام المناعي، ويعتبر هذا نوعا جديدا من اللقاحات بين البشر، جانب آخر غاية في الأهمية يتعلّق بالتخزين، الموضوع الذي يتسبّب بدرجة من الجدل والقلق في العديد من الدول التي قد لا يكون في مقدورها تخزين كميات كبيرة من اللقاح في درجة حرارة جداً منخفضة ومن معرفتي بترهل الاجهزة الحكومية اشك ان تصل هذه اللقاحات لمستحقيها بالشروط المطلوبة لسلامتها، فلقاح “فايزر” يتطلّب تخزينه بدرجة حرارة سالب 70-80 مئوية، وهذا ما يتطلّب ترتيبات إضافية مُكلِّفة، ولقاح “موديرنا” يمكن أن يمكث بثلاجة عادية (2-8 مئوية) لمدة شهر واحد فقط، ثم سالب 20 مئوية لمدة ستة أشهر، أما اللقاح الصيني فيتطلب تخزينه ثلاجة عادية فقط، فعلياً اللقاح الصيني تم تجربته بنجاح على عدد اكبر من الاشخاص في دول مختلفة حول العالم ونتائجه كانت جيدة واثاره الجانبية محدودة وان كان البعض يعزفون عن اللقاح الصيني لقناعتهم ان المنتجات الصينية دائما المنتج الاقل جودة بينما الحقيقة الصين هي رائدة العالم في البحث العلمي في مجال الكورونا ومصلحتها إخراج اللقاح في أكثر الصور أمانا وفاعلية، ولا ننسى انها حققت ميزة السبق مقارنة بأوروبا وأميركا في السيطرة على الفيروس بشكل شبه تام، بالطبع لا يوجد لقاح آمن بنسبة 100%، وهناك دائما فرصة لظهور أعراض جانبية نادرة وخطيرة مع ارتفاع أعداد مستخدمي اللقاح، لكن في المجمل ولحسم الجدال اللقاح الصيني يعتبر آمنا بما يكفي لتعميم استخدامه بدون خوف.