موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – في المؤسسات الصحافية ذات التقاليد المهنية عندما يجد الناشر أو مالك الأسهم أن خط المؤسسة الصحفية أو الإعلامية التي يمتلكها لا تتوافق مع قناعته أو مزاجه، يقدم استقالته ويبيع اسمه ويخرج هو من المؤسسة، ولا يقوم بطرد الصحافيين ويدمر المؤسسة ليبق هو وخطه التحريري الذي بالكاد يقرأ مثل “خرابيش الجاج”.
حتى “الصبي” جيمس مردوخ أبن إمبراطور الصحافة الأمريكية روبرت مردوخ يحترم ذلك فقد أعلن استقالته من مجلس إدارة من مجموعة “نيوز كورب” بسبب الخلافات حول المحتوى التحريري.
الاستقالة تقطع الصلة الرسمية الأخيرة لمردوخ بإمبراطورية الإعلام التي أنشأها والده.
وكتب مردوخ في خطاب: “استقالتي ترجع إلى خلافات حول محتوى تحريري معين نشرته وكالات الأنباء التابعة للشركة وبعض القرارات الاستراتيجية الأخرى”.
وتمتلك الإمبراطورية الإعلامية لعائلة مردوخ صحف “التايمز” و”صنداي تايمز” و”صن”. وتشمل أصولها الأخرى “داو جونز” مالك صحيفة “وول ستريت جورنال”، والصحف الأسترالية “ديلي تلغراف”، و”هيرالد صن” و”بريد – ميل”.
المؤسسات الصحافية في الأردن حصلت على شرعيتها واحترام القارئ في السابق لأنها احترمت الخط التحريري المستقل لها رغم تدني سقف الحريات وسطوة الحكومات، لم تستغفل القارئ ولم تعبث بعقله ووجدانه وبهمومه وقضاياه الوطنية.
نعم انحنت أمام عواصف كثيرة لكنها كانت تعود أقوى من السابق بفضل جيل مقاتل ومهني صاحب رسالة حافظ على التقاليد ضمن قدراته الذاتية، وكانت الدولة تنظر إليهم بتبجيل واحترام.
الصحافة والإعلام حالية مختطفة بطريقة مؤذية فهي تعيش في كوكب أخر، منفصلة عن الواقع، وما تنشره في الغالب غير ذي صلة بأي شيء، تلعب مع القارئ لعبة “الاستغماية”، وتظهر بكامل البوس.
لقد كانت الصحافة الأردنية دوما موالية، تعيش في فلك النظام، لكنها حافظت على المهنة وكانت تهرب من مقص الرقيب بنشر أخبار وتعليقات أغلقت بسبها صحف عدة، وأحيانا كانت تنجو من العقوبة، وفي الحالتين كانت تحترم من قبل القارئ والنظام وكان الجميع ينتظرها كل صباح.
الآن القارئ وصل إلى مرحلة لم يعد يكترث بصدور أو بعدم صدور بعض هذه الصحف، أو ببقاء أو إغلاق باقي المؤسسات الإعلامية إلا القليل..
.. وبانتظار حفل التأبين.
