ارادة الشعوب عصية على الترويض وهي قادمة ولو بعد حين

هرمنا الاخباري – عمان – الدكتور زيد احمد المحيسن
الارادة في الحقيقة هي فكرة منزوعة الدسم اذا لم تلتصق بها روحها وهي العزيمة ، فالارادة وبعزيمتها الصادقة النقية تتحول الى قوة صلبة تحقق المستحيل من هنا يقول المهاتما غاندي : القوة لا تأتي من الامكانات الجسدية بل من عزيمة الارادة فالشعوب المقهورة اذا ارادت شيئا فأن القدر سيكون الى جانبها حتما من هنا فان انظمتنا العربية السياسية واهمه في ظنها من ان ارادة الشعوب يمكن قهرها او صهرها وازالة جذوتها من الوجدان الشعبي ومن الذاكرة الوطنيه الجمعية للامه – وواهم ايضا من يظن بأن مرحلة المطالبة بالتغيير قد تجاوزها النظام السياسي من خلال عمليات الاسترضاء بالمناصب تارة – وبالمال تارة اخرى او بالسوط والجزرة معا او بالاعتقاد لمن يقول لا – فهذا الاعتقاد في الفعل و العرف السياسي وهم كبير و يعد مجرد شراء وقت وترقيع في ثوب اعياه التلف من قلة الحيله والخبرة بمجريات الامور- وعقم في قراءة المشهد التاريخي الانساني الجديد – صحيح ان الحراك السياسي في حالة مخاض عسير – وان المشهد الاقليمي – رشد سقف المطالب الى حدا ما – الا ان ما تحت الرماد مازال يتفاعل وينتظر اللحظة التاريخيه لكي يبرز جمره واثره بصورة مؤلمة – واكثر تاثيرا هذه المرة على محيطه الخارجي – لقد اظهرت السنوات الماضيه على مدى هشاشية هذه الانظمة وعدم وجود قواعد صلبه ومرجعيات واقعية يسند عليه- روحه و ثقله و حجته – فلم يعد قادرعلى مسايرة وضبط صيرورة التغيير السياسي والاجتماعي داخل المجتمع – لقد فشل النظام في فهم من ان الشعوب قادرة ان تحرك التغيير السياسي بشكل سلمي وبدون اية وصاية سياسية او دينية او ارتباط باجندة خارجيه وهذا يجسد ازمة النظام الازلي الذي يعيشه – فقد ارتكز الفعل الاحتجاجي على تحركات شعبية عفوية وسلمية وغير مؤطرة داخل اي اطار سياسي اوثقافي او ايدلوجيا – كما ان استخدام التكنولوجيا ووسائل اتصال العصر منحت قوة وزخما جديدا لايمكن ايقافه بسهولة – شكرا للفيس بوك والانترنت والهاتف الخلوي المحمول – الذي كان لهم الفضل في توليد وتفجير وانجاح هذا الحراك الشعبي من المحيط الى الخليج – وانتج ثقافة جديدة – هي ثقافة التحدي وعدم الخوف وهدم المعبد على ساكنه وانتج جيلا جديدا يؤمن بثقافة العمل الجماعي المبني على ثقافة المواطنة المسؤولة والمنشغلة في الهم العام – والتي هي – البسط والمقام – في بناء الدولة الديمقراطية التشاركية الحديثة المنشودة