موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا الاخباري-عمان
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
……….
سيدنا موسى كان قعر البحر منجاة له من الطاغية فرعون ، وسيدنا يوسف الذي كادوا له إخوته ورموه في قاع البئر وتآمرت عليه زوجة الملك وألقته في غياهب الحبس تحت الأرض صار عذابه عِزة له . وسيدنا يونس الذي اُّختبر في بطن الحوت فكان رحمة فيه وله ، وسيدنا إبراهيم الذي وجد في قاع النار العظيمة بردا وسلاما عليه .
وهاهم رجال الجهاد والرباط بعسقلان من اهل بيت المقدس وأكنافه يرابطون تحت أرض عسقلان وغزة ، فكلما نزلوا إلى قيعانها كلما رفعهم الله بعليائه واستقبل منهم ألشهداء ولا يضرهم بهذه الأنفاق خذلان الأمة الأسلامية وحكامها وخيانة قوادين الأمة العربية وحكامها .
يا أهل غزة العزة لقد علمتمونا معنى الإنتماء والولاء للأرض والوطن والأقصى، فها أنتم إن اصبحتم قد لا تمسون وإن امسيتم قد لا تصبحون، اولادكم واملاككم إن لم يستشهدوا بالقصف فقد يستشهدون تحت الركام ، وإن صار اسعافهم إلى المستشفيات قد يقنصون من قبل خنازير الدنيا على الأبواب و يستشهدون .
يا أهل غزة العزة وفلسطين الأقصى والله إنكم ميتون مع تقادم السنون وإن لكم العبرة فيما مضى من تقالب الحضارات منذ عهد سيدنا آدم إلى عهدنا هذا ، ولكن والله أن ميتتكم سيكون فيها الكثير من قصص البطولات وملاحم وأساطير الأبطال وسيكون لكم بالجنان والفردوس الأعلى منازل لا يعلمها إلا الله تعالى ، فمرحى لميتتة بارك الله فيها ولها وعليها حتى وإن كانت بقذيفة مدفع أو صاروخ طائرة أو تحت ركام عماره بهدم جرافه ، ولا خير في ميتتة داخل قصور لم تبنى اساساتها إلا بالطغيان والفجور ، وتم دفع اثمان اعمدتها من دم الأطفال وفلوس الفقراء والأيتام والشعب المحجور عليه بالظلم والطغيان والفجور .
يا أهل غزة ما قيمة الغاصب مع الرازق وقيمة الحاسد مع الواهب والخالد ذكراه بالخير الوافر مع المنقضي ذكراه بالظلم والطغيان ، والذين ستخلد ذكراهم في الدنيا تحت بول الدواب والحيوان وتعلق صورهم في قيعان المزابل وتخط اسماؤهم بروث الحيوانات وقذارة الحشرات .
لكم الله يا أهل فلسطين وغزة وسيكفيكم الله بعزته وجلاله وسينصركم الله لا محاله ، لقد اختار الله لكم الخلود في جنان الأخرة فلا تحزنوا ولا تجزعوا لحوداث الليالي الظالمة ولا تحزنوا لظلم ذوي الدم والدين والقربي، ولا تقنطوا من رحمة الله فإن رحمته وسعت كل شيء.
نصركم الله وسدد على طريق التحرير خطواتكم وانكم لغالبون إن شاءالله وانكم الخالدون في الجنان بوعد الله.
