معنيون بالشأن البيئي يدقون جرس الانذار حول جفاف بركة عرايس بني كنانة

هرمنا- دًقَ مهتمون بالشأن البيئي والمناخي ومواطنون ناقوس الخطر حول المصير المجهول الذي ينتظر بركة العرائس التي تقع في مناطق ببلدية خالد بن الوليد في لواء بني كنانة , ذلك أن الجفاف واليباس طال أجزاء كبيرة منها , مما يعني انها على وشك الجفاف التام ؛ إن لم تقم الجهات المعنية بعمليات تروية ورفدها بالمياه بالطرق التي تراها مناسبة وبالآلية التي من شأنها نضمن عدم جفافها وبالتالي القضاء على مجموعة كبيرة من الطيور والأسماك والزواحف التي تعيش بها, الى جانب الحد من التنوع الحيوي في المنطقة .
وكشف معنيون بالشأن البيئي بأن البركة التي تقع بالوادي الفاصل بين منطقتي ملكا والمخيبة التابعتين لبلدية خالد بن الوليد في لواء بني كنانه من أهم المناطق السياحية في المنطقة نظرا لوجود مناظر طبيعية خلابة حول البركة القديمة واطلقوا عليها ام العرايس ؛ عن ضرورة العمل على إنقاذ هذه البركة التاريخية التي صمدت أمام عاديات الزمان لمئات السنوات , وانها تواجه في هذه الأيام خطر الجفاف لتضافر جملة من العوامل من أهمها ضعف الهطول المطري لهذا العام لنسب متدنية جدا , وغيرها من العوامل التي ساهمت في الاسراع في جفاف أجزاء من هذه البركة .
وبينوا بأن يكفي تباكيا على هذه البركة التاريخية التي يجب على الجميع مؤسسات رسمية أو أهلية او افرادا ضرورة الإهتمام بها لما لها من أهمية حضارية وتاريخية ودينية وخلافها ، وأنه من الضرورة بمكان أن يتم تخصيصها للجهات التي يتوافر لديها رؤى وتطلعات وبرامج حقيقية قابلة للتطبيق كي تقوم بالعمل على تأهيل هذه البركة التاريخية ، وأن تنطلق من إعلاء وتفضيل المصلحة العامة على المصالح الشخصية , داعين جميع الجهات المختصة الى ضرورة ايلاء هذه البحيرة الطبيعية كل عناية واهتمام وحمايتها من خطر الجفاف اذا ما استمر الاعتداء عليها، وان تدرج ضمن المواقع السياحية الاردنية ضمن البرامج والخطط التي تنفذها الجهات ذات العلاقة في هذا المجال .
وكان مدير مركز الدراسات البيئية في الجامعة الهاشمية الدكتور أحمد ملاعبة قد أشار لهرمنا نيوز بأن الحفرة الغائرة تقع في منطقة عين العرايس، الواقعة بين بلدة ملكا ونهر اليرموك، أي على بعد 110 كم عن العاصمة عمان.
وتستقر المياه خاصة في فصل الشتاء أسفل الحفرة، مشكلة ما يشبه البركة في قاع الحفرة، وهو الأمر الذي شكل طوال الوقت حائلا دون اكتشاف ماهية هذه الحفرة، والتوصل إلى أنها حفرة غائرة.
ووفقا للدكتور الملاعبة فإن حفرة عين العرايس الغائرة تشكل دليلا على وجود مياه ساخنة في المنطقة، بل يرجح أن يكون وجودها يدل على وجود مواد عضوية كـ»الميثان»، أو»كبريتيت الهيدروجين»، التي يمكن أن تخرج من باطن الأرض، ويُحتَمل أن وجودها دليل على تشكل مصادر هيدروكربونية -نفط وغاز- في طبقات الأرض السفلى.
ويبلغ طول قطر الهوة من الداخل بحدود كيلو متر واحد وعمقها يتراوح بين 30 مترا على أطرافها، و50 مترا في منتصفها، وأما قطرها الخارجي، فمن المنتظر أن يقوم ملاعبة بزيارات أخرى قريبا لقياس طول هذا القطر، مع أنه يرجح أن يصل إلى حوالي 5 كم.
ويرجع تميزها وتفردها كونها البركة الطبيعية الجيولوجية الغائرة الوحيدة في الأردن ، تبلغ مساحتها حوالي (10) دونمات مربعة وتقدر مساحتها مع ما حولها من الأرض ب (32 ) دونما مربعا ويقدر عمقها ب (50) مترا،، مياه الأمطار هي المصدر الرئيسي لمياهها ، وتستخدم في ري المحاصيل الزراعية ، تمتلك بحيرة “العرائس” خصائص وميزات طبيعية وتنوعاً في أشكال الحياة البرية والمائية، من بينها أنواع فريدة ونادرة وأخرى مهددة بالانقراض، وتمتلك والمنطقة المجاورة لها جمالاً طبيعياً خلاباً خاصة في فصل الربيع .
أما بخصوص التنوع الحيوي والتي من أهمها السلاحف المائية التي توجد في البركة والتي تنتمي لعائلة ( Bataguridae ( واسمها العلمي( ( Mauremys rivulata، فهذه السلاحف محدودة الانتشار وتعاني من شح الغذاء وتتحسس من الملوثات البيئية ، ، أما الضفادع فيوجد منها نوعان هما: العلجوم الأخضر وضفدع المستنقعات وضفدع الأشجار.
وتعتبر من المواقع المهمة للطيور في الشرق الأوسط ، وهي مكان مناسب لهواة مراقبة الطيور حيث تقع على مسار الطيور المهاجرة ؛ مسار الصدع السوري الإفريقي (حفرة الانهدام ) ، والذي يعتبر ثاني أهم مسار لهجرة الطيور المحلقة على مستوى العالم ، إذا يعبره سنويا ما يزيد عن ( 1.5) مليون طائر خلال موسم الهجرة في فصلي الربيعوالخريف بين أوروبا وإفريقيا عبر حفرة الانهدام .
كما يوجد فيها أكثر من مائة نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة مثل : صائد السمك الإزمرلي وصائد السمك الأبقع والرفراف ومالك الحزين الرمادي وبلشون الماشية والواق الصغير وبلشون الليل والبلشون الأبيض الصغير والزقزاق الشامي والزقزاق أبو ظفر والوروار الأوروبي والغرة (الكووت) ودجاجة الماء والغطاس وعدة أنواع من البط وغيرها الكثير.
. يوجد في البركة وما حولها معظم أنواع الزواحف المسجلة في الأردن مثل الحراذين والأوزاغ والعضيات والثعابين والأفاعي
أما بالنسبة إلى أنواع الثدييات التي تتوفر في هذه البحيرة من الأنواع النادرة مثل :النمس المصري والثعلب الأحمر والذئب وابن آوى والضبع المخطط وقط الغابات والقنفذ الأوروبي. علما بأن قط الغابات وثعلب الماء من الحيوانات المهددة بالانقراض




