“أرجوك خذ قلبي واختم جوازي بـالمغادرة”

هرمنا – بقلم د.صالح بركات

الحكومة ظلمت ابناء الوطن في الاغتراب واعتدت على حقهم بالعودة وعسرت عليهم، ولم تتعامل معهم كمواطنين اصحاب حق دستوري بالعودة السهلة الى وطنهم الذي يعشقون،، المغتربون سفراء الوطن الشرفاء والنبلاء ،، المغتربون ينتظرهم ذويهم والوطن في كل صيف على جمر الشوق واللهفه،،، عشت سنوات طويلة في الغربه واعرف ماذا يعني الصيف للمغترب وماذا تعني العودة للوطن بداية شهر آب وانت تجرّ العربة المثقلة بالحنين الى الوطن والاهل وانت تفرح بالحقائب الكثيرة بعضها في بطن الطائرة فيمسح الغيم دمعها الحزين..اول آب وقبل الصعود إلى الطائرة بالعودة.. يهمس المغترب من تحت النافذة لموظف الجوازات:” أرجوك استعجل بختم الجواز فقلبي اصبح بالوطن ،، نعشق صوت النداء “يرجى التوجه الى البوابة رقم”…تحلّق طائرة العودة عالياً عالياً تغسل المغتربين من تعب الاغتراب بسحب صيفية..تمشّط إرهاقهم وأصوات أطفالهم…تهزّ بهم الفضاء كسرير رضيع..ترفعهم تارة إلى سماء الأحلام حتى لا يروا شيئاً وتارة تقترب بهم من جدب الأرض حتى لا يروا شيئاً أيضا..
ثم تمضي الطائرة الى ان تظهر إشارة حزام الأمان على الشاشة..يتبعها صوت قائد الطائرة عبر الميكرفون الداخلي…((سيداتي،سادتي اسعد الله مساءكم.. دقائق و يبدأ الهبوط التدريجي على مدرج مطار الملكة علياء الدولي.. تميل الطائرة يميناً..ثمة أودية متعرّجة كعروق نافرة في يد عجوز… تهبط أكثر..فيرى تقاسيم أمه المشتاقة أكثر… يتوضأ من سماء «الأردن»،يتوجه شطر وجه عمّان واربد وكل ربوع الوطن ..يمدّ سجادة عينيه ويصلي … يا طائر الغربة…اهبط على دالية الشوق في مدرج «عمان»..فقد انضج الانتظار عناقيد قلوبنا… وجعي على اشواق المغتربين فالحكومة لا يعينها هذا الشوق.