أخبار عاجلة

الازرعي يكتب … ذاب الثلج وبان المرج وسطع نجم البطل الفرد !!

هرمنا حاتم الازرعي 

يومان .. وذاب الثلج وبان المرج ، وكشف جملة من حقائق ولدت من رحم مخاض بلد وقع تحت تأثير منخفض جوي ، في ظل سخونة أجواء اقتصادية وسياسية واجتماعية وصحية ، كانت بردا وسلاما حلى حكومة تعيش ويمتد عمرها على الازمات والكوارث .

الحكومة وجدت في المنخفض الموعود وحوار الثلج البارد الباهت بيئة خصبة لحوار طرشان تضيع في معمعته أصوات الحق المطالبة بالعدالة وفرص العمل والرعاية الصحية وحفظ الأمن والحدود وصون حرية الانسان وكرامته.

وفي ظل ازمة الثلج وتداعياتها لم يعبأ الرئيس ببرد الناس وغياب الدفء ونام وحكومته ملء الجفون تحت غطاء ثلج اختلفنا على مساحة انتشاره وارتفاعه على فرشة وطن ينام الفساد عليها مسترخيا فرحا بالكوارث، فيما يفترش الناس ارض المرج المسلوب. 

لتنام الحكومة وتحلم كما تشاء ، فعلى الحدود اسود من العسكر ابناء الفقراء ، لا يغمض لهم جفن ، ولا يهز البرد ارادتهم ،وعزيمتهم لا تلين في مواجهة حلف التهريب وتحالف الشر بين أعداء الوطن في الخارج والداخل لتدمير الشباب والفتك بالمجتمع بآفة المخدرات وغيرها ، ويصد الجنود بأجسادهم كل العداء على الحدود ويرتقون الى الفردوس في عليين ، لنلعب ونلهو بالثلج بأمان .

والشعب المغلوب على أمره، المطحون بالبطالة والفقر وارتفاع الاسعار ينتظر الفرح بأي شكل ، ووجد في الثلج رمزا وتعبيرا عن النقاء في زمن اسود معتم، وأخذ الشعب بنصيحة الرئيس وابتعد عن ” السوداوية ” وقبل ان يحل الثلج ضيفا عزيزا استقبل بالحفاوة والتكريم ، كشف الشعب عن روح الدعابة وبدد بالنكتة واللهو البريء كل أشكال السوداوية وافرغ كل شحنات الغضب والسخط .

على أنغام الثلج وهدير العاصفة نامت الحكومة ومؤسساتها ، واكتفت باللغو والتصريحات الزائفة حول رفع مستوى الجاهزية ومنسوب الاستعداد وفعلت منظومة الطوارئ.

واستعدادا للطوارئ، وتأهبا لاستقبال الثلج غرق الناس في التسوق واجهزوا على راتب شهر لم يبدأ بعد ، وفي ظل سكرة الفرح وترقب الناس وتعلق عيونهم بشاشات التلفزة بانتظار الثلج ، مرر التجار تحت غطاء الاخير جشعهم، فشاطت الاسعار الى حدود غير مسبوقة ، واحتفل الناس بالطبخ والنفخ ، وكفى المؤمنين شر القتال .

نامت الحكومة وغطت في سبات عميق ، وكشفت جاهزيتها عن أزمات مرورية خانقة ، وانقطاع للكهرباء في مناطق عديدة ، وحوادث راح ضحيتها أبرياء، واغلقت طرق ، وفقدت اسطوانات الغاز .

في دولة مستوى جاهزيتها عال ، غابت المؤسسات ، وتلهى الشعب بالثلج عن همومه ، وسطع نجم البطل الفرد وتصدر قائمة الترند تعبيرا عن الفشل الذريع ، وكل ثلجه وانتم بخير.

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …