أخبار عاجلة

هل تتدحرج البنوك المفلسة من أمريكا إلى أوروبا وآسيا؟

هرمنا الاخباري – عمان – د. بسام روبين

إن أحد المؤشرات القوية الدالة على قرب إنهيار الإقتصادات هي إفلاس البنوك في أي دوله فالإنهيار الإقتصادي أشبه بزلزال مدمر لا يمكن التنبؤ به ،ولا تحديد مساراته لحين ظهور نتائجه التدمرية   للعلن ،ولا يمكن النظر بموضوعية على إفلاس بعض البنوك الأمريكية بمعزل عن تاثيرات الحرب الروسية الأوكرانية ولا بعيدا عن فرض أمريكا لعقوبات على كل من روسيا والصين والتي إنعكست سلبا على من فرضها مما تسبب في رفع نسب التضخم والبطالة داخل أمريكا وأوروبا ،ودفع بالخزينة الأمريكية لرفع قيمة الفائدة والإضرار بالإقتصادات الناشئة من حلفائها دون أن تعير ذلك أي إهتمام يذكر وكان من المتوقع رفع الفائدة مجددا خلال الإسبوع القادم إلا أن أي رفع للفائدة سيلحق ضررا اضافيا بالبنوك الأمريكية وربما تتدحرج كرة الإفلاس  بعد الهزة الإرتدادية لبعض البورصات العالمية والبنوك الأوروبية والآسيوية سيما وأن مفعول رفع الفائدة لتكراره بات  باهتا وأضراره متشعبة وجديدة حتى  على علماء الإقتصاد ،فخطاب الرئيس الأمريكي مجرد كلام  ليس له أي قيمة مالية في المساهمة بوقف نزيف إفلاس البنوك ولا يمكن تحميل المشكلة لمدراء البنوك ،فهم يحاولون ترقيع ما تسبب به الساسة وربما يأتي ذلك الخطاب في سياق تحسين ثقة المستثمرين في  البنوك لوقف تدافعهم لسحب أرصدتهم من تلك البنوك ،وكشف عيوب حساباتها ،فالقانون يضمن إعادة ٢٥٠ ألف دولار فقط لأصحاب الودائع ولا يعترف بما يزيد عن هذا المبلغ مما يسبب خسائر فادحة لإصحاب الشركات المودعة في أي بنك مفلس ،وبالتالي إفلاسها أيضا.

ولن تكون الحكومة الأمريكية قادرة على ضمان كامل الودائع لجميع البنوك لأن ذلك قد يكلفها ترليونات الدولارات ،وبالتالي تدمير كافة الإقتصادات التي ترتبط بالدولار في معظم دول العالم ومن الأسهل والأفضل لأمريكا أن تكون واقعية  وتعلن إعترافها بأن الحرب الروسية الأوكرانية وتدخل أمريكا الغير مبرر فيها  والذي عززته بسياسة العقوبات هما السبب الرئيس فيما يحدث الآن وبأي إنهيار محتمل أو زلزال اقتصادي  قد يطيح بالإقتصاد العالمي ويدخل العالم في حاله غير مسبوقة من الركود

ونتمنى كشعوب من حلفاء أمريكا أن يضغطوا عليها لوقف دعمها لأوكرانيا وإنهاء هذه الحرب مع عدم تدخلها في شؤون الدول ،وإلغاء العقوبات المرتدة ، ووقف التحرش بالصين من خلال تحضيرها لاستراليا للعب دور أوكرانيا مع الصين ،وضرورة التفرغ للتنمية الإقتصادية ،فالمتضررين مما يحصل الآن  هما أمريكا وأوروبا وبريطانيا وحلفائهما ،أما البنوك الصينية والروسية فلا ضرر محتمل  عليهما  فهي إقتصادات أمنية خاضعة للسيطرة الحكومية وازاء ما يجري وما سيحصل يقف المعنيون والمختصون عاجزون عن فعل أي شيء سوى الانتظار والمراقبة ،وتلقي الصدمات ما لم يستيقظ الساسة الذين يسيرون بالعالم نحو القيامة.

حفظ الله هذا العالم من الأشرار وجنبنا شرورهم.

عميد اردني متقاع

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …