أخبار عاجلة

لنعترف أن إسرائيل انتصرت.

هرمنا الاخباري عمان – بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
……………………
بعد حوالي أربعون يوما من معركة طوفان الأقصى علينا أن نقيّم النتائج التي نتجت منها لغاية الأن والتي مفادها بأن إسرائيل قد انتصرت بالمعركة وحققت نتائج لا يستطيع أي أحد أن ينكرها.
لقد انتصرت إسرائيل فعلا على الإنسانية وعلى حقوق الإنسان وعلى حقوق الطفل والمرأة وعلى الشيوخ والحيوانات والشجر .وأستطاعت ان تدمرهم تدميرا مميتا .
لقد أنتصرت إسرائيل على المعابد والكنائس والمساجد والمدارس والطرق والبساتين والحدائق واستطاعت أن تدمرهم تدميرا فظيعا .
لقد انتصرت إسرائيل على هيئة الأمم المتحدة وعلى مجلس الأمن وعلى كل وكالات غوث اللاجئين ومنظمات حقوق الإنسان وعلى كل مؤسسة أممية أو اهليه تعنى بالإنسان والحيوان ودمرتها تدميرا بحيث لا يمكن لها أن تعمل بالمستقبل القريب .

لقد انتصرت إسرائيل على كل زعامات العالم العربي والإسلامي وعلى زعامات العالم الذي يدعون انهم متحضرون وديمقراطيون ويهتمون بإحياء شعوب العالم المضهدة من الديكتاتوريات ودمرت كل خطاباتهم وقِيّمهم ومبادئهم وحتى دياناتهم فقضت على كل شعاراتهم وبرامج احزابهم وتطلعاتهم لمستقبل العالم الثالث .
لقد انتصرت إسرائيل على الحقائق وعلى من يكتشفها وعلى السلطة الرابعة في العالم الديمقراطي وقضت على الوقائع المشهودة بالعين المجردة وعلى كل حالات الجرم المشهود عالميا واوجدت مكانها مشكورة أن الإشاعات والكذب والخداع ومسامحة القاتل معاقبة الضحية أدلة براءة تعفي المجرمون من العقوبات ..
لقد انتصرت إسرائيل على المحكمة الجنائية الدولية وعلى محكمة العدل الدولية وعلى مدعي عام محكمة الجنايات وصاروا القضاة والمدعون العامون عاجزون عن الرؤيا وعن السمع وعن الملاحظة والمتابعة فكيف للأعمى والأطرم والغائب أن يرصد الأدلة ويجمع البراهين ، لقد دمروا كفتي الميزان وجعلوهما كفة واحدة وبدون أوزان .
لقد انتصرت إسرائيل على التاريخ وعلى الماضي والحاضر والمستقبل لعدم وجود رادع لها .
لقد انتصرت إسرائيل على المستشفيات والأطباء والممرضين وعلى الدواء وصارت هي الداء الذي ليس له دواء .
لقد انتصرت إسرائيل على كل هؤلاء ولكنها لم تستطيع أن تنتصر على حركة حماس وعلى الطفل الذي فقد أهله وقال هذه الأرض أرضنا ولن نرحل عنها لا أحياء ولا أموات .
لقد انتصرت إسرائيل على كل أولئك ولكنها لم تستطيع أن تنتصر على الأباء و الأمهات الفلسطينيين الذين قالوا لدماء الشهداء لدينا و عندنا المزيد يا شهيد فلا تجزع ولا تهلع ولا تحزن لأن الله وحده معانا .

وأخيرا مهما تغنوا بدمارهم ووحشيتهم وعْلوِهم في هذا العالم بطائراتهم ودباباتهم ومدافعهم وصواريخهم إلا أنهم قد عجزوا عن النصر الحقيقي وانحنوا راكعون أمام الطفل والأم والأب الغزاوي الفلسطيني مذلولين أمام عشقه وولائه وتضحيته لأرض فلسطين وأقصاها المبارك .

عاشت فلسطين حرة عربية عاشت غزة عسقلان شوكة بحلق الأعداء وعاش الشعب المجاهد المقاوم المحب للشهادة على أرض الله المباركة .

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …