45 عامًا خلف المقود بلا مخالفة.. سيرة السائق المثالي حاتم عبيدات

هرمنا نيوز – بكر محمد عبيدات
اتشح بعباءة الحد والاجتهاد والمثابرة ، أدرك بان العمل هو السبيل الوحيد للوصول لتحقيق الأهداف المرجوة في هذه الحياة ، متكئا على سيرة علمية سابقة ، لم تواته الظروف السياسية المحيطة لأن يكمل دراسته الجامعية ،فنحت بوصلته نحو المهنة التي كان والده رحمه الله – يعمل بها .
تلك قصة واحد من أقدم السائقين العموميون في لواء بني كنانة ، الفاضل حاتم محمود منصور عبيدات من منطقة حرثا التابعة لبلدية الكفارات في اللواء ، له سيرة ومسيرة في عالم النقل العمومي ، ففضلا على أن سجله فيما يتعلق بالمخالفات أبيض وخالد من تسجيل أية مختلفة على مدى عمله في النقل العمومي لأكثر من خمس وأربعين عاما ، ولم يحدث أن عمل حادثا مروريا، كان يتمتع برباطة جأش وحكمة في التعامل مع الحالات التي كان يتعرض لها في حياته العملية, وكان مثالا للسائق المحترف المتفاني في عمله ,
وقد عمل الفاضل عبيدات كسائق عمومي نتيجة لتضافر جملة من الامور سواء على المحيط المحلي او العربي .
وأمضى سنوات طويلة من عمره في القيادة على سيارات عمومي متنوعة فيما بين سيارات التكسي او ما يعرف بــ” السرافيس ” والخطوط العاملة على القرى والتجمعات الداخلية في محافظة اربد .
المواطن عبيدات الذي حالت الاحداث التي جرت في لبنان في عام 1967 من إكمال دراسته الجامعية وبعد أن إستكمل كافة الاوراق اللازمة للدراسة هناك , الا أن الحرب كانت أسرع منها , فصرف النظر عن الدراسة ,و إتجه صوب العمل في الميدان .
وحول بدايات تعلمه القيادة ؛ أشار العبيدات الى أن والده المرحوم ابو حاتم – رحمه الله – كان من أوائل من عمل على قيادة سيارات تعمل على خط حرتا – اربد الى جانب بعض الاشخاص, ومنه تعلم السواقة وقيادة السيارات ،علمه على قيادة السيارات.
ولما لم يكن هناك مجالا سوى هذا المجال قام الاتجاه نحو “وراثة ” هذه المهنة عن والده ، مشيرا الى أنه عمل سائق تكسي لسنوات طويلة داخل مدينة اربد وخارجها , الى جانب عمله على بعض خطوط السرفيس الداخلية في المدينة .
وبين بأنه كان هناك إحتراما للآخرين وتبادل محبة بينهم والمواطنين, الى جانب إحترام للقوانين والانظمة التي تحكم العملية المرورية , بعكس ما بتنا نشاهده هذه الايام من تردٍ واضح في منظومة التفكير الاجتماعي , وأن المواطنين لم يعودوا ذات المواطنين , متمنيا السلامة للجميع.
وأشار عبيدات الى ان الكثير من التغييرات حدثت في المجتمع الأردني ، منها ما هو مفيد وذو فائدة لها نها ما بخلاف ذلك ، وكان لقطاع النقل العام نصيب من هذه التغيرات ، داعيا إلى ضرورة التمسك قدر الإمكان بالعادات التي تعزز احترام الآخرين ، والابتعاد عن تلك التي تلحق الضرر والأذى معنويا كان أم ماديا بالآخرين ، وان نعي تماما بان الرزق على الله وحده .
بالامس ، رحلت شريكة حياته الفاضلة المرحومة الحاجة أم محمد ،تاركة خلفها أفراد أسرة زوجأ وبنات وبنين ،يدعون رب البيت العتيق بان يرحمها ويغفر لها ، ويجافي الأرض عن جنبيها ، وذكريات جميلة امتدت على مدى عشرات السنوات