موسم رمان بني كنانة: إرث زراعي واجتماعي يعزز الاقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل

هرمنا نيوز –
يساهم موسم قطاف الرمان في مناطق لواء بني كنانة بمحافظة إربد في تعزيز التنمية المحلية وإيجاد فرص عمل مستدامة لكلا الجنسين، إلى جانب دوره في تحفيز الصناعات التحويلية الريفية وتنشيط السياحة الزراعية.
وأنه ومع حلول فصل الخريف، تتحوّل سهول وأودية لواء بني كنانة في محافظة إربد إلى لوحة قانية تتلألأ بثمار الرمان، معلنةً بدء “موسم الرمان” الذي لا يُعد مجرد حدث زراعي واقتصادي، بل هو إرث عائلي واجتماعي متجذّر، يجمع أفراد العائلات والأجيال في تقليد سنوي ينتظره الجميع بشغف .
.
وأشار مزارعي رمان في مناطق كفرسوم وحرثا وملكا وخرجا الى أن موسم قطاف ثمار الرمان هو أكثر من مجرد حصاد للرمان ؛ بل يعتبرونه بمثابة تظاهرة و عُرسأ سنويأ, تتضافر فيه جهود الأسر الممتدة والجيران. حيث يجتمع الجميع في البساتين التي ورثوها عن الأجداد – والتي يتجاوز عمر بعضها مئات السنين – للمساعدة في جني المحصول.
وأضافوا بأن الرمان في لواء بني كنانة ليس مجرد شجرة، بل هو تاريخ عائلاتنا. كل حبة رمان لها قصة، وهذا الموسم هو الوقت الذي نعيد فيه سرد هذه القصص لأطفالنا. الجميع يشارك، الصغير قبل الكبير، وهذا يمنحنا شعوراً عميقاً بالوحدة والانتماء”.
و أوضحوا بأن هذا الموسم يشكّل فرصة ذهبية لتجمّع العائلات التي قد فرقتها ظروف الحياة أو السفر , حيث تبدأ التجهيزات بالتحلق حول أشجار الرمان الغزيرة، ثم تتواصل الفعاليات بتحويل الثمار إلى منتجات ريفية تراثية، أبرزها دبس الرمان، وخل الرمان، والمربى، وهي عمليات تُقام عادة في ساحات البيوت أو البساتين لتتحوّل إلى ورشات عمل جماعية تُعزز الروابط الاجتماعية.
وتُعد هذه الجهود المحلية ركيزة مهمة لمهرجان الرمان السنوي الذي تُقيمه مديرية زراعة إربد، والذي أصبح بدوره معلمًا تسويقيًا بارزًا للمحافظة. ويتيح المهرجان للمزارعين وسيدات المجتمع الريفي في بني كنانة تسويق منتجاتهم مباشرة للجمهور القادم من مختلف محافظات المملكة، مما يجعله رافدًا اقتصاديًا مهماً، ونافذة لتعريف الزوار بالأصناف المتنوعة التي تمتاز بها المنطقة.
ويؤكد القائمون على القطاع الزراعي في المنطقة أهمية دعم هذا الموروث الزراعي والاجتماعي، مشيرين إلى أن رمان بني كنانة يتميز بجودته العالية، وأن استمرار هذا التقليد يضمن ليس فقط استدامة زراعة الرمان، بل يحافظ أيضاً على النسيج الاجتماعي للمنطقة.
وقال رئيس جمعية كفرسوم التعاونية الزراعية لمنتجي الرمان المهندس عاهد فلاح عبيدات لـ”هرمنا نيوز” إن المؤشرات الإيجابية لموسم قطاف الرمان لعام 2025 تؤكد أهمية الاستثمار في هذا القطاع ودمجه ضمن الخطط الوطنية للأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية، مشددًا على ضرورة توفير الدعم اللازم للحفاظ على هذا الموروث التاريخي وتعزيز صموده في ظل التحديات القائمة.
وأشار المهندس عبيدات إلى أن الجمعية تعمل بروح الفريق الواحد، حيث يُغلب العاملون فيها المصلحة العامة على الشخصية في سبيل تحقيق أهداف الجمعية، مبينًا أن الجمعية تسعى إلى خلق إنسان منتج لفرص العمل لا باحث عنها، من خلال برامج التدريب، المتابعة، والإصرار على النجاح.
وأوضح أن الجمعية تعمل ضمن عدة محاور تشمل , الارتقاء بواقع مزارعي الرمان والتشغيل والتدريب وتمكين المرأة الريفية :
•
وبيّن عبيدات أن الجمعية استطاعت تحويل المخلفات البيئية إلى موارد اقتصادية، حيث تُحوَّل قشور وبذور الرمان إلى زيوت عالية القيمة تُسهم في تحسين الواقع الاقتصادي للمزارعين.
وأضاف أن الجمعية تنفذ مشاريع متنوعة، منها:
• إنشاء استراحة ومطبخ إنتاجي ومحل مواد زراعية وبيوت بلاستيكية،
• إنشاء مصنع لمنتجات الرمان بكلفة 25 ألف دينار،
• تدريب وتشغيل 200 مستفيد من الأردنيين والسوريين ضمن مشروع “خلق فرص عمل في القطاع الزراعي”،
• تشغيل 585 عاملاً في مشروع “النقد مقابل العمل”،
• توفير 16 فرصة عمل دائمة في مشاريع الجمعية (بساتين الرمان، المطبخ الإنتاجي، الزراعة المحمية، ومحل المواد الزراعية).
وأكد عبيدات أن الجمعية حققت 100 قصة نجاح في مجال دعم الآبار للحصاد المائي، بتوفير نحو 35 مترًا مكعبًا من المياه لكل أسرة، أي ما يعادل 25% من احتياجاتها السنوية. كما نفذت مشاريع لإدارة الطلب على المياه بقيمة 64 ألف دينار، ومشروع القرض الدوار بقيمة 14 ألف دينار لحفر آبار لتجميع مياه الأمطار، بالإضافة إلى مشاريع الزراعة والأمن الغذائي التي استفادت منها 146 سيدة أردنية وسورية.
وأشار إلى أن الجمعية تعمل أيضًا على تدريب المزارعين وتوفير المكننة الحديثة وتشجيع الابتكار وفتح منافذ تسويقية، مؤكداً أن الجمعية تؤمن بدور المرأة وقدرتها على العطاء والمشاركة الفاعلة في تحسين مستوى الحياة في المجتمع المحلي.
وبيّن عبيدات أن عدد أعضاء الجمعية يبلغ 106 أعضاء، جميعهم يسهمون في تطوير قطاع الرمان واستدامة الجمعية وتحسين سبل العيش للمزارعين. كما يبلغ عدد مزارعي الرمان في كفرسوم نحو 150 مزارعًا، وتُقدَّر مساحة الأراضي المزروعة بحوالي 850 دونمًا بإنتاج يصل إلى 2500 طن سنويًا من أصناف متعددة أبرزها: الخضاري، المواردي، الأسود، البرادي، الشواشي، غدير، الفراسي، أبو صرة، رأس البغل، الحلاوي، الشامي، الرقابي، سن الشيخ، وندر فل، وعكاوي.
وأشار عبيدات إلى أن الجمعية تُنتج مجموعة واسعة من منتجات الرمان الطبيعية، منها:
دبس الرمان، خل الرمان، المربى، مسحوق قشور الرمان، العصير، زيت الرمان، صابون الرمان، كريم الرمان، قهوة الرمان، شاي الرمان، حلقوم الرمان، خبيصة الرمان، مسك الرمان، ومرهم حروق الرمان.
وأوضح أن منتجات الجمعية تُسوّق عبر المهرجانات والمعارض، ومركز الجمعية، إضافة إلى موقعها الإلكتروني وصفحتها على فيسبوك، مشيرًا إلى الإقبال الكبير على منتجاتها الطبيعية والمصنعة