أخبار عاجلة

(لا تشتم إلهاً لا تعبده) … المحامي بشير حسن المومني

هرمنا – عنوان المقال أعلاه هي عبارة حكيمة جداً منحوتة في صخر الحضارة ببلاد الشام وتحديدا على أحد جدران المعابد في مدينة تدمر السورية وهي مكتوبة باللغة الآرامية ولربما أراد بها أجدادنا أن يتوارثها الأبناء جيلاً بعد جيل وفي مقاربات الحكمة وتمام مكارم الأخلاق جاء الإسلام بنفس الرسالة والمضمون والجوهر وشاهده بقاء الناس على أديانهم وبقاء معابدهم ومقدساتهم كما هي في فسيفساء الشام والعراق بلا جور ولا تعد من الفاتح الجديد في تجسيد عميق لمفاهيم ما يقرره كتاب الله ومنظومته الاخلاقية في القرآن الكريم وتوجيهاً للمؤمنين بقوله ?ز وجل (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) صدق الله الحكيم أما ما أحدثه أهل الضلالة والفئة الباغية من نكص عما ورد في كتاب الله فجريرته في رقبة من احدث في ديننا ما ليس فيه ولا نؤاخذ بأفعال العصابات أو ارهاب حتى الدول في الشذوذ عن ضوابط الحق والحكمة والعدالة الانسانية واحترام الاخر..   في السويد تعرض القرآن الكريم للاعتداء والإساءة والإحراق والرمي على الأرض والاهانة من قبل مجموعة من المتعصبين الدنماركيين وحقيقة لم أستطع استكمال مشاهدة فيديو الاساءة لرموزنا ومقدساتنا وأصيبت عاطفتي الدينية بجرح عميق وفي كل مرة أردت فيها أن اكتب تعليقا غاضبا كردة فعل على هذه الجريمة النكراء كنت استرجع قوله تعالى ووصاياه للمؤمنين وأتأمل الحكمة مما نحته الاجداد في الصخر فكل ذلك لم يرد عبثا وله اسبابه وموجباته سواء من حكمة الهية بنص اخلاقي مقدس يحثنا على الصبر او بحكمة بشرية ناشئة عن تجارب مريرة اوصلت الحكماء ?لى قناعة وخلاصات ارادوا نقلها إلينا.   من كان مؤمنا بالله الاكبر الواحد الخالق المتفرد لا يجوز له ابدا ان يكون سطحيا وصغير العقل وضيق الصدر بل عابدا متأملا وهنالك فرق كبير بين الايمان والتعصب لأن الأول قائم على العلم والمحبة والثاني على نقيضه ومؤداه الجهل بحقيقة الاشياء والكراهية وأكاد أجزم لو علم من أساء للقرآن الكريم حقيقته ومحتواه لما أقدم على هذه الحماقة ولو كان مؤمناً بأي رسالة سامية لما جرح عاطفة التدين عند أي إنسان مهما اختلف معه فالأرض لله وتتسع للجميع والخالق عندما رزق عباده لم يحرم من يكفر حتى بوجوده من دفء الشمس ولا منع عن فاجر عاص ا?قطر والمطر.   استمعت بعناية إلى رأي فتاة سويدية دخلت إلى أحد المساجد وأمسكت بالقرآن الكريم وقامت بتقبيله وقالت انها لا تعرف ما الذي يحتويه هذا الكتاب وما الذي يعنيه بالنسبة للمسلمين ولكن طالما هم يقدسونه فإنها تحترمه وتقبله من باب التعاطف مع قضيتهم وعدم جواز الإساءة لمقدسات ومعتقدات ورموز الآخرين من باب الإنسانية والرحمة وأعتقد أنها على جهلها بمحتوى كتاب الله لربما تكون أقرب الى الله من كثير ممن يزعمون أنهم محسوبون على الله ويعبدونه على جهل فكأنما عصوه لا بل أساءوا لكل ما يريده من استخلاص قيم الانسانية والعدالة والخير و?ث الرحمة والتعاطف بين الناس..   ما حصل في السويد بالتأكيد لا يمكن تعميمه على أهل تلك البلاد وهو لا يختلف كثيرا عما حصل في بلاد العرب والمسلمين من قيام عصابات مجنونة موتورة تدعي صلة السماء واتباع الحق بالاساءة الى مختلف الاديان ورموزها باسم الاسلام وهو منهم ومن افعالهم براء ولا يليق بنا كمؤمنين اصحاب رسالة ودعاة لا قضاة ونفاخر بأننا أهل ومصدر وموئل الرسالات الالهية للبشرية ان تكون ردود افعالنا مبنية على الرد على موتورين بنفس الطريقة وإلا أصبحنا مثلهم..

شاهد أيضاً

بنك الإسكان الراعي الفضي لمؤتمر سنابل الإقليمي السادس عشر للتمويل الأصغر

هرمنا الاخباري-قدم بنك الإسكان رعايته الفضية لمؤتمر سنابل الإقليمي السادس عشر للتمويل الأصغر، الذي أقيم …