المفكر العربي النيل ابو قرون يصدر كتابه الاجرأ ضمن سلسلة مراجعاته … عاطف عتمه


هرمنا – تتوالى اصدارات المفكر العربي السوداني الوزير المحامي الشيخ النيل ابوقرون ، الذي يقيم متنقلا ما بين الاردن وبريطانيا ، كتابه الاجرأ بعنوان ” انقلاب المسلمين على رساله سيد النبيين ” ، اذ اقتحم محاور شائكة في مناقشته الكثير من الاشكاليات في موروثنا الثقافي الاسلامي ، الذي بقى ما يزيد عن 1400 سنه حبيسا لتاويل وتفسير المفسرين والمفسدين ، او لعبة في خدظة اهداف السياسيين او الحاقدين او المستشرقين او الطامعين بالحكم والسياسه والخلافه ، او من يتم توظيفهم من اصحاب بدعيات وافتراءات و فتاوى ، اومفسرين او فقهاء او مفتونين ، لاقحام الدين واستخدامه من اجل أهداف سياسيه ، خدمه لمصالحهم واطماعهم .وقد اتخذ المؤلف ابو قرون ” عنوانا لكتابه الجديد ” انقلاب المسلمين على رسالة خاتم النبيين”، ، وصدر بالتعاون ما بين مؤسسة أونيكس للتواصل الفكري في بريطانيا، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمّان وبيروت ، واستنبط عنوان الكتاب من منطوق الاية التي وصفت حال المسلمين بمجرد انتقال النبي الاعظم الى الرفيق الاعلى : ” وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ” . ثم شرع المؤلف في احصاء ورصد وتفنيد واقامة الحجة الغالبة وتوضيح مظاهر الانقلاب في ممارسات من انقلبوا على اعقابهم ، منذ اللحظات الاولى من انتقال رسول الله وبدات – حسب الكاتب – منذ بيعة السقيفه ، حيث تحول الدين من دين الى حكم وسلطة وتوريث واكراه وخلافة . لقد تضمن كتاب “انقلاب المسلمين على رسالة خاتم النبيين” للمجدد الشيخ النيل أبو قرون ، كما جاء في كلمة الغلاف بقضايا جوهرية ، شكلت محور خلاف الامة وتشرذمها ، ومصدر اراقة الدماء بين امة الاسلام وغيرها من الامم ، وظلت تصنع تراكمات من سوء الفهم حتى غدت تبلور ظاهرة الاسلاموفوبيا ، اي حالة الرعب من الاسلام في عقول الناس امسلما كان ام محاولا التعرف على الاسلام ، وهي قضايا لم يسبق ان عالجها مفكر او عالم في الإسلام ، بل ولم يتناولها الكثيرون بالتمحيص والانتباه والدقة والوضوح ، لا سنة ولا شيعة ، وهي : الانقلاب الذي حصل بعد انتقال النبيّ العظيم للرفيق الأعلى، وكيف تحوّل الدين من دعوة إلى الأخلاق وحريّة المعتقد، موجهة للعالم بأسره، ، إلى خلافة سياسية ودولة تسلطيّة تسعى لاخضاع الآخرين لها عبر الحروب “باسم الله”، وهو انقلاب بدأ في “السقيفة”، ولم تنته آثاره إلى يومنا هذا
ويرى المؤلف أن الله تعالى قد تحدث عن هذا الانقلاب في القرآن الكريم، بقوله “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ، أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ”. ويناقش المؤلف الشيخ النيّل أبو قرون في كتابه هذا موضوعات كثيرة تصبّ في مصلحة قضية التبدّلات المحورية، ومن تلك التفريق بين العرب والأعراب، وتبدلات الأهلة التي قادت إلى تغيير مواقيت العبادات، ومفهوم “الصحبة”، و”الجهاد في سبيل الله”، ومسائل إشكالية أخرى كثيرة.
ويظهر هذا الكتاب مبهتا دامغا للموروث ، ومبهرا للكثيرين في موضوع تفسير النص القرآني وما وصلنا عبر النقل من التفاسير والموروث . ان الافكار والمراجعات التي دبجها في الكتاب تشكل عاصفه نورانية تنويرية تقتلع افكار ظلامية هدامة استمرت تسيطر على عقول المسلمين منذ اربعة عشر قرنا ، وتبني وتتراكم وتزيد خبثا زبدا لم يمكث في بطن الارض ذهب جفاء .




