سلايد شومحليات

الخشمان يستعرض البدايات والنهايات للملف الذي قُدم لليونسكو لإدراج السلط على خارطة التراث العالمي

هرمنا -ابتسام العطيات

وها قد أصبحت السلط على قائمة التراث العالمي كمدينة للتسامح والضيافة الحضارية.

وهذا الانجاز الذي تحقق بجهود استمرت لسنوات وتوّجِت بهذا الانجاز  يطرح عددا من الاسئلة لدى الكثيرين من ابناء مدينة الأوائل مدينة السلط بشكل خاص والمملكة بشكل عام عن البدايات والمعيقات التي اعترضت طريق العمل وماذا ستجني السلط كمدينة من هذا الانجاز الكبير.

 هذه الاسئلة وغيرها حملتها الدستور الى رئيس بلدية السلط الكبرى السابق المهندس خالد خشمان الذي كافح وناضل وواصل العمل دون كلل او ملل على مدار  دورتين للمجلس البلدي لتحقيق هذا الانجاز .

يقول المهندس الخشمان “ان ادراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي هو حصيلة جهد لكل ابناء المدينة كلًا شارك بطريقته و خبرته وامكانياته والتزامه بالحفاظ على تراثه وتاريخه”.

ويضيف”ان مشروع الادراج على قائمة التراث العالمي حلم راود ابناء السلط منذ زمن طويل وبدأت محاولات كثيرة وعمل دراسات مكثفة شملت مباني السلط ومن ثم قامت الجمعية العلمية الملكية بناءًا على طلب من اهالي مدينة السلط  ومؤسسة اعمار السلط وبلدية السلط بتجهيز ملف تحدث عن الابنية التراثية الموجودة و من ثم جرت محاولات اخرى من الجمعية لتجهيز ملف لتسجيل السلط على قائمة التراث العالمي الا ان هذا الملف لم يصل الي منظمة اليونسكو وبقي ملفًا داخليًا يتحدث عن الابنية والتراث الملموس في السلط

وفي عام ٢٠١٣ قامت بلدية السلط الكبرى باعادة دراسة الملف والتنظيم داخل الوسط التراثي واعادت التنظيم لتلافي هدم الابنية التراثية داخل الوسط التراثي واتخدث اللجنة التوجيهية العليا برئاسة  العين مروان الحمود قرارًا ان يتم اعادة المحاولة لتقديم ملف لتسجيل السلط على قائمة التراث العالمي

وتم تقييم كافة الدراسات والمجهودات التي بذلت و اعادة دراسة نقاط القوة و الضعف داخل المدينة حيث ظهرت نقطة هامة بأن الملف المقترح يتحدث عن الابنية التراثية (التراث المادي) و التي شيدت بعد عام ١٧٥٠ ميلادي وحسب تصنيف اليونسكو فإن المواقع المذكورة تعد مواقع تراثية وليست تاريخية (آثار) مما تتطلب التوجه الى وزارة السياحة لإرسال رسالة  الى منظمة اليونسكو لإعطاء اولوية لملف السلط الذي يتم تحضيره”

ويضيف الخشمان ” ومن ضمن الجهد المبذول في ٢٠١٤ تم التوجه الى الاتحاد الاوروبي وبعدها الي منظمة اليونسكو في عمان والتي قامت بدورها بطرح عطاء دولي للمساعدة لوضع خارطة طريق للتأكد من امكانية تحقيق متطلبات اليونسكو وتأكد من وجود قيمة عالمية فريدة للوسط التراثي التي تسمح لتجهيز الملف و تقديمه الي منظمة اليونسكو و بناءًا على نتائج خارطة الطريق التي اعدت لإدارة الملف بدء العمل على تشكيل لجنة فنية مكونة من رئيس البلدية واللجنة التوجيهية العليا ممثلةً بوحدة ادارة وسط المدينة و مدير عام دائرة الاثار العامة و الخبير الفني ايطالي الجنسية الذي قام بإعداد خارطة الطريقة لاعداد الملف بمشاركة خبراء اخرين من الاردن كمستشارين حيث تم تجهيز ملف يتحدث عن العمارة الانتقائية في مدينة السلط بإعتبارها مدرسة معمارية وضع معالمها ابناء السلط وتم اختيار مجموعة من الابنية المتميزة و اختيار حدود الوسط التراثي المتضمن للملف وتم تقديم الملف لأول مرة في عام ٢٠١٦ الى منظمة اليونسكو في باريس وفي ٢٠١٧ و بعد تقييم الملف لإعادة صيغته  تم الحصول على موافقة اليونسكو لتغيير موضوع الملف وتشكيل الفريق الفني برئاسة رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس خالد خشمان و كل من الدكتور رامي ظاهر و المهندسة رنوة الخطيب و الدكتور منذر جمحاوي و الخبير جهاد هارون و المهندسة لينا ابو سليم مديرة وحدة ادارة وسط المدينة و الكوارد الهندسية من الوحدة و البلدية حيث تم تجهيز ملف يروي قصة المدينة التراث الملموس (الابنية التراثية المعتمدة لهذه الغاية) و التراث غير الملموس و اعتماد اسمًا لهذا الملف (السلط مدينة التسامح والضيافة الحضرية ) وتم تقديم الملف الي اليونسكو حيث كان دولة الرئيس بشر الخصاونة سفيرًا للاردن في فرنسا ومندوب الاردن لدى منظمة اليونسكو وبعدها تم اجراء تعديلات شكلية بناءًا على طلب اليونسكو و تم تقديم الملف في نهاية كانون الثاني ٢٠٢٠ حيث تم السير بإجراءات التقييم من اليونسكو وحضور مقييمين الى مدينة السلط و الاطلاع على واقع المدينة و الجهود المبذولة لغايات اعادة الالق التاريخي للمدينة ومن ثم تم تحويل الملف الي مقييمين آخرين خارجيين  وتم الرد على كافة الاستفسارات الواردة منهم و تم بحمد الله وبعد جهد طويل اعلان لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو خلال دورتها ال 44 المنعقدة بالصين افتراضيًا ادراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي”.

وعن المعيقات التي إعترضت  طريق هذا العمل والانجاز الكبير وكيف تم التغلب عليها قال المهندس الخشمان اناول معيق كان ان  تُعطي الأولوية لملف السلط للتسجيل على باقي ملفات المملكة  والمعيقالثاني فكان قلة الخبراء المحليين الموجودين أما الثالث  فكان كيف سنقدم هذه المدينة والتي ليست جميعها تراثية فكان لا بد من اختيار موقع معين اسموه( الكور الاساسي) لهذا الملف واختيار حدود  الحماية حول هذا الموقع فكانت تشكل تحدٍ وكانت المعيقات الاساسية كيف  سنقنع اليونسكو  بأن المجتمع المحلي هو مساند  لاعمال البلدية والامر المهم جدا   انه عندما قُدم الملف الاخير كنا عندما نتحدث عن التراث الحضاري غير الملموس (عندما نتحدث مثلا عن التسامح) فالتسامح شيء غير ملموس وبالتالي كان لابد ان اما بالنسبه للعالم كان لابد ان نثبت للعالم ان لدينا  قيمة عالمية فريدة تتعلق ليس فقط بالمباني التراثية لا بل بالعادات والتقاليد وتحديدا التسامح والضيافة الحضرية فكنا مضطرين ان نحصر   الملكيات ونثبت ان المسلمين والمسيحيين سكنوا متجاورين ولم يكن هناك حدود تفصل بين المسلمين والمسيحيين في اي موقع فكان العيش الواحد المشترك هو الأساس وتحدثنا ايضا بالدلائل عن دور الضيافة الموجودة وان ابناء مدينه السلط وتجارها كانوا يقيمون 5% من قيمه التجارة التي كانت تصدر الى فلسطين.

 اما بخصوص ما ستجنيه السلط  من تسجيلها على قائمه التراث العالمي قال المهندس الخشمان”اولا عملنا اعمالا كثيرة للتسجيل فوصلنا الى مرحلة يجب ان تستمر لاستكمال المشاريع لهدفها الاساس وان  تُستكمل متطلبات الملف خاصة فيما يتعلق بالترميم للمنازل القديمة وتطويرها واستخدامها لاستخدامات سياحية وازالة العوائق البصرية الموجوده من كوابل واعمدة وما الى ذلك وثانيا التسجيل بحد ذاته حماية  للمدينةلاسمح الله بحيث يمنع  الإضرار بالتراث الموجود فيها بغض النظر كان داخليا او خارجيا مضيفا ان الامر  المهم جدا انه تستطيع ان تتقدم للجهات المانحة بأن لدينا مشاريع تتعلق بتطوير العمل السياحي وتتعلق بخلق فرص عمل للشباب وتتعلق برفع مستوى الوعي لدى  المواطنين بتراثهم وللسياحة الموجودة مستوى وعي المواطنين لتراثهم والسياح الموجوده وبالتالي نستقطب كثيرا من المنح الخارجية موجوده موجوده والامر الآخر المهم جدا ايضا ان يكون هناك تسويق من وزارة السياحة لهذه المدينة بحيث تستقطب السياح  والسير بإجراءات عمل مشاريع سياحية غير مكلفة ماديا  لان الاستثمار في السياحة ممكن ان  تستثمر من 1000 الى 2000 الى 10 مليون الى 100 مليون اذا اردت ان تعمل فنادق وبالتالي فالقطاع السياحي   تحديدا هو اكثر  قطاع مدر  او خالق لفرص العمل في المدينة.

ويؤكد  الخشمان ان  معنى ان تكون السلط مدينة التسامح والضيافة الحضارية فهذا يستقطب كثيرا من السواح لأنهم يحبوا  ان يكونوا آمنين حين دخولهم المدينة خاصة السياح الاجانب وان هذه المدينة تستقطب كل الناس لأنه ليس لديها إلا التسامح و دائما تقبل الآخر ويعيش فيها الناس بسلام وامان وبالتالي كل سائح يحب ان ياتي لمنطقة آمنه مطمئنة إضافة  لنوعية الضيافة واحترام الآخر وتكريمه وهذا شيء يسجّل للمدينة وكل هذه العوامل بالنهاية هدفها الاساس ان  يكون لدينا خلق فرص عمل تُسهم في التخفيف من البطالة في هذا الوطن والأمر  الآخر ان  التشبيك السياحي الذي عملناه ما  بين المواقع التراثية داخل المدينة وما بين السياحة البيئية والسياحة الدينية للمقامات الموجودة فيها اضافة للسياحة اخترنا مجموعة من المزارع التي يستطيع المواطن ان يقضي يوما كمزارع ويعيش تجربة الزراعة بالكامل إضافه لوجود المغطس في المحافظة كل هذا تشبيك سياحي يمكن ان نعمل به جميعه ومن يريد ان يأتي  للسلط  ويبقى نصف يوم يزور زي وعلان وعيرا ويرقا  كمناطق بيئية جميله او يذهب  الى المقامات الدينية او يذهب الى المغطس فهذا طريق مهم جدا وهناك كثير من الناس في السياحه الدينية يحب ان يمر بطريق الحج الاسلامي المسيحي القديم حيث كان الحجاج العائدين من مكة  يتوجهون الى القدس ويمروا من خلال مدينه السلط والحجاج المسيحيين الذين كانوا يرغبون في الوصول من خلال السلط يصلون الى بيت لحم ونهر الاردن المقدس.

ويؤك الخشمان في نهاية حديثه ان الجهد الجبار والعظيم ما كان له ان يسجل نجاحًا لولا تظافر جهود ابناء السلط واللجنة التوجيهية العليا لتطوير وسط المدينة و بلدية السلط الكبرى و وزارة السياحة والاثار ودائرة الاثار العامة ومجلس الوزراء الموقر والدعم المطلق و التوجيهات الملكية السامية و العمل بروح الفريق الواحد لتكون السلط مدينة التراث الاردني والعربي والعالمي و لتكون السلط بأهلها و تراثها مثالًا يحتذى في التسامح والضيافة الحضرية و قبول الاخر.

مقالات ذات صلة