أخبار عاجلة

سبعة شروط لتطبيق نظرية اسميك …المحامي بشير حسن المومني

هرمنا – التاريخ يقول بأن جميع الدول العربية نشأت عن حركات تحرر وطنية باستثناء الأردن الذي نشأ عن حركة تحرر قومية عربية والتاريخ أيضا يقول بأن جيش الثورة العربية وقبائل الاردن العربية التي نهضت بالثورة العربية الكبرى في الشام هي نفسها التي قاومت المحتل والمستعمر الفرنسي والانجليزي والمستوطن الاسرائيلي وهذا الجيش الذي لا زال حتى اليوم يحمل نفس الاسم ( الجيش العربي ) هو نفسه لا غيره من انتج الدولة في شرق الأردن في مفارقة السبق فكل دول العالم تنشأ ككيان سياسي ثم يتشكل كيانها العسكري الا الاردن نشأ من رحم النار والبارود ، والجيش العربي ايضا هو نفسه لا غيره من انتج مشهد الوحدة مع الضفة الغربية التي اكتسبت بالضم للأردن حماية سياسية ادت الى نتيجة تطبيق احكام الاحتلال على الضفة والوضع القائم في القدس ولولا ذاك لجرى ابتلاع كامل فلسطين عام ١٩٤٨ ..

عبر التاريخ وكأردنيين ورثنا الطبيعة القومية العروبية كنا الاكثر تفاعلا مع الحدث القومي في كل محطاته وفي حين كانت تغط بعض الشعوب في تيه الملذات واخرى كانت مشغولة بنفسها فيما يسمى ربيع عربي كان الاردن ولا يزال يقوم بدفع فاتورة العروبة الثقيلة وكان العرب كعادتهم يتكئون على الاردن عند الشدائد وهنا فلن نخذل شعوبنا العربية حتى لو خذلتهم قياداتهم وانظمتهم السياسية سواء بالتجويع او التركيع او فتح العلاقات مع المحتل للارض دون مقابل سياسي ومن نافلة القول انه يمكن لشعوب الامة العربية ان تعول على الاردنيين عند الشدائد فلم ولن نترك الشقيق العربي في العراق او سوريا او لبنان او اليمن او مصر او غيرها مما يستدعي مواقف الحق والرجولة والبذل وهذا الكلام ليس تنظيرا بل اثبته الاردنيون وحققه بنو هاشم كقادة أمة لا ملوك قولا وفعلا على الارض حتى بتنا الوريث الشرعي والوحيد لكل مصائب المنطقة ..

كأردني سأكون سعيدا جدا بتحقيق أي وحدة عضوية مع الشقيق العربي فهي – الوحدة – رسالتنا الوجودية بالاساس فالاردن الشمالية ( سوريا ) والاردن الشرقية ( العراق ) والاردن الغربية ( فلسطين ) والاردن الجنوبية ( السعودية ) كلها بلادي ووطني او على الاقل هكذا تربينا وهكذا نشعر ولهذا نطمح بوحدة أمة كاملة واعتقد جازما ان الشعب السعودي ايضا ينظر للاردن بأنه السعودية الشمالية وكذا باقي الشعوب من العراق الغربية وسوريا الجنوبية وفلسطين الشرقية .. أما من اراد او يقبل بأن يكون ضحية لسايكس بيكو فليفعل لكن على الاقل نحن هنا في الاردن للضمير سلطان على الوجدان الجمعي للأمة ولا زلنا نقرأ ( بلاد العرب اوطاني ) بكل أمل بأي شكل من اشكال الوحدة واضعف الايمان فيها ( شنجن عربي ) او ( عملة عربية ) او ( تعاون اقتصادي ) ان لم تتجسد الوحدة السياسية ..

التشكيل الذهني والنفسي أعلاه للأردني ليس ضربا من الوهم او التمجيد او ادعاء الافضلية والفضيلة بل هو عبارة عن مجموعة حقائق لكن يبدو ان البعض يصر على تقديم وجبات السخف المعرفي والعروبي وان يقفز الى نتائج بدون مقدمات موضوعية في الحديث عن احد اشكال الوحدة التي نتبناها وندعو اليها ليل نهار ونطالب العالم كله بها وهذا ما فعله اسميك تماما عندما وضع العربة أمام الحصان بدعوته الى اعادة ضم الضفة الغربية متجاوزا كل الحقائق على الارض ..

سيد اسميك هنالك شروط موضوعية عقلية لابد من تحقيقها قبل ان تخلص الى نتائج الوحدة مع الضفة الغربية وعلى رأسها ( زوال كامل الاحتلال بكافة اشكاله عن الضفة الغربية وقيام الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ ) ، زوال الاحتلال هنا يعني حكما حل معضلة حق العودة والتعويض ، ثانيا ( وجود حكومات اردنية وفلسطينية ومجالس تمثيلية للشعب منتخبة انتخابا حرا نزيها ) ، ثالثا ( ان يتم تطبيق مبدأ حق تقرير المصير لكلا الشعبين الاردني والفلسطيني بموجب استفتاء شعبي عام في كلا الدولتين المستقلتين تجريه الحكومات المنتخبة ) ، رابعا ( ان يتفق كلا الشعبين الاردني والفلسطيني على شكل وحدود ونطاق وكيفية الوحدة بشكل واضح وهو الذي يتم الاستفتاء عليه ) ، خامسا ( ان يقبل كل شعب بموجب الاستفتاء بهذه الوحدة وفقا للوصف اعلاه ويتم ترجمة ذلك من خلال المجلس التمثيلي لكل شعب ) ، سادسا ( ان يتم الاعلان عن هذه الوحدة امام العالم وان تقوم كافة الدول بالاعتراف بها ودعمها سياسيا واقتصاديا ) ، سابعا ( ضمان ان تكون هذه الوحدة على وجه التأبيد داخليا وعالميا فلا يصار الى العبث بها بأي شكل ) وبعد ذلك كله سيد اسميك يمكنك ان تبدأ مرحلة ( البيزنس ) ..

المحامي بشير المومني

شاهد أيضاً

زين راعي الاتصالات الحصري لسِباق ألترا ماراثون البحر الميت

هرمنا الاخباري-عمّان 27 نيسان 2024: قدّمت شركة زين الأردن رعايتها كراعي اتصالات حصري لألترا ماراثون …