سلايد شو

هل يفرض وزير الداخلية الصلاة على الموقوفين إدارياً في حال نجاح تجربة أبو قاعود في السلط ؟

هرمنا – مهند الجوابرة 
في الوقت الذي يتسابق فيه الحكام الإداريون في المحافظات لتكسير الرقم القياسي في عدد الموقوفين إدارياً والتربع على عرش أكثر الحكام الإداريين توقيفاً للمواطنين الأردنيين ، وفي الوقت الذي ارتفعت فيه العديد من الأصوات الحقوقية المطالبة بمنع وضبط وتنظيم التوقيف الإداري ، يخرج من بين الظلام نور ليطمئن المحبطين وينير درب التائهين كمشكاة تبدد مخاوفهم وتربت على أكتافهم أن الدنيا لا زالت بخير .
محافظ البلقاء فراس أبو قاعود خالف العرف الدارج وأثبت لجميع هواة التوقيف الإداري ومهووسي الحجوزات أن الغاية من وجود الحاكم الإداري ليست حرمان المواطن من حريته أو التلذذ بتوقيفه دون سبب أو هدف ، حين قام حرفياً بتطبيق الإصلاح والتأهيل على أرض الواقع بإطلاقه سراح أحد الموقوفين إدارياً شريطة المحافظة على الصلاة داخل المسجد في أحد أحياء السلط ، وتكليف إمام المسجد بمراقبة حضوره في أوقات الصلاة .
إجراء فريد من نوعه وتجربة لابد من الإقتداء بها من قبل الحكام الإداريين في المملكة ، فالغاية من وجود مراكز الإصلاح والتأهيل مأخوذة من اسمها ، فالمواطن المذنب وحين دخوله أحد مراكز الإصلاح والتأهيل في المملكة سيتعرض لبرامج متعددة ومتنوعة من شأنها ترتيب الحياة المبعثرة وإعادة ضبط لجميع الأخلاقيات المشوهة ليتمكن عند خروجه من الإندماج في المجتمع بشكل فعال أكثر دون عزله عن المجتمع لذنب ارتكبه سابقاً ومعاقبته عليه طيلة عمره .
وعلى ما يبدو أن أبو قاعود على دراية وعلى علم يقين بأن ارتياد هذا الموقوف للمساجد واحتكاكه المستمر بضيوف بيوت الله ، سيحدث تغييراً إيجابياً في شخصيته ونمط حياته و”شقلبة” في نظرته للمجتمع وسلوكياته تجاه المحيطين به من أهل وجيران وشركاء في الوطن .
من هم على شاكلة أبو قاعود تنطبق عليهم جملة أردنية معترضة تتردد كثيراً في المجالس والدواوين وتُسمع في الأحاديث الأردنية ، فأبو قاعود “زلامه قلال” وقراره الأخير ينم عن حكمة ورؤية قلما تجد مثلهما في وطننا الحبيب .
المحافظ أبو قاعود وربما باجتهاد شخصي منه حاول التفكير خارج الصندوق مبتدعاً فكرة إصلاحية مهمة وربما ستجرب بشكل فريد على قاعدة إن إصلاح المجرم لا الإقتصاص منه هو هدف العدالة والتأهيل كما يجب .
إصلاح الأرض وتسوية التربة تجعل من الإنسان فيلسوفاً أما إصلاح الإنسان خصوصاً إذا كان صاحب إسباقيات أو مجرماً فإنه يمثل قمة الفلسفة العملية التي لا تعتمد على نظريات غير مجربة بل على ممارسة ستعطي أكلها خصوصاً وأن المحافظ كان يعلم تماماً بأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي عامود الدين إن صلحت صلح سائر العمل ونتمنى من المُصلح الذي طبق أبو قاعود نظريته عليه أن يكون قدوة للجميع لعلها تحرك الماء الساكن لدى أصحاب فلسفة القبضة الأمنية وهواة التوقيف الإداري الذين يختصرون الإصلاح بكلمة واحدة “السجن” الذي تحول إلى مدرسة جريمة لا علاقة لها لا بالتأهيل ولا بالإصلاح .

مقالات ذات صلة