ما الفرق بين دولة الرئيس وعامل الوطن .


هرمنا – الاخباري – عمان – بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي.
………………
عندما يتم تعيين أحد الأشخاص بأمانة العاصمة بوظيفة عامل وطن وتكون واسطته أحد النواب أو أحد أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة أو أحد أقرباء الأمين
أو معارفه ، فإنه يتم تسليمه الأجهزة والمعدات التي يحتاجها من البدلة والمكنسة والعربايه ويتم تحديد المكان الذي يجب عليه أن يعمل فيه سواء كان تكنيس أو شفط أو نظافه ، ويتلقى هذا العامل توجيهات ورسائل من معالي الأمين أو مدرائه أو المراقبين عليه من الأمانة.
عامل الوطن لا يحتاج إلى أن يخطط للمستقبل في منطقته ولا أن يعمل مشاريع استثمارية أو تنموية وإنما فقط مطلوب منه التواجد في المكان المخصص له من قبل المراقب عليه فهو لا يحتاج إلا أن يعمل أو يكنس ، فبمجرد تواجده وهو لابسا بدلته ويحمل عدته فإن هذا يكفي لأن يتلقى الراتب والمديح والإطراء من قبل المسؤولين عنه أو الإكراميات من قبل المواطنين الذي كانوا يشعرون بتواجده .
وعندها ننظر إلى دولة الرئيس الذي تم تكليفه بتشكيل الحكومة وقد تم تفصيل البدلات له عند التشكيل وتسليمه العدة واللوازم والعرباية ، وصار دولة الرئيس يتواجد بمكتبه أو بالمناسبات ألعامة والخاصة مع عربايته وعدته وبدلته ، وصار يتلقى الثناءات والمديح فقط على حضوره وتواجده في الأماكن التي تم تخصيصها له ، فهو لم يقوم بأي تخطيط للمستقبل أو برامج تنموية أو إستثمارية ، فوجوده في هذا المكان كان فقط لينفذ التعليمات والأوامر التي تصدر إليه من صندوق النقد الدولي والمراقب عليه أو من الجهات الأخرى التي تعرفونها أنتم والتي لا يستطيع أن يخالف توجهاتهم ورغباتهم لأن رغبات وأمنيات القادة أوامر .
دولة الرئيس ودولة عامل الوطن سيان في الوظيفه فقد تم تعيين الأول بناء على توصية من الأنكل سام أو التيته اليزابيث وهو لم يفكر أو يخطط أو يستثمر لأنه ليس مطلوب منه ذلك الأمر ، فهو مجرد منفذ للتعليمات وفي أي لحظة قد يتم الاستغناء عنه وعن خدماته في حال أن أغضب الأنكل أو التيته .
والثاني عامل الوطن فقد تم تعيينه بناء توصية من الأنكل سعادة النائب أو صاحب الدولة والمعالي الأسبق وليس مطلوب منه أن يفكر أو يخطط أو يستثمر ، فكل ما هو مطلوب منه الحضور وتنفيذ التعليمات التي تصدر إليه من المراقبين والمسؤولين ، وفي اللحظة التي يزعلون فيها منه فإنهم سوق يقولون له ولدولة الرئيس اشلح بدلاتك واركن عربايتك واخلع وروح على دارك لقد انجزت من طلبنا منك وتم إعطائك مكافئات وهدايا من الناس الذين كنت تخدمهم وتنفذ تعليماتهم واوامرهم .
لكن الفرق الوحيد بينهما هو أن
عامل الوطن يعيش على باب الله ورزقه حلال و ينام مرتاح البال والضمير ولكن هل دولة الرئيس حلال رزقه ؟ وهل ينام مرتاح الضمير والليل الطويل؟
الله أعلم !!!



