الصبيحي يردّ على ما كتبه محرّر “هرمنا نيوز


لا أُقَيِّم المسؤولين ولا أُجاملهم وسأبقى ناقداً ومُصحِّحاً وناصحاً وصادعاً بالحق..
كتب محرر موقع “هرمنا نيوز” مقالاً على صفحته الرئيسة تحت عنوان (كيف يقيّم الصبيحي تجربة محمد الطراونة في الضمان الاجتماعي)، ويسرد فيه مشكوراً مواقفي وكتاباتي وآرائي التي لم أجامل فيها أحداً، والتي تتصف بالموضوعية والشفافية والجرأة..
ويطالبني الكاتب أن أجيب بموضوعية وبعيداً عن الأهواء الشخصية حول تقييمي لتجربة مدير عام الضمان د. محمد الطراونة وطريقة إدارته للمؤسسة، ويصفه بأنه جاء بمحض الصدفة وربما في ليلة ظلماء..!!
ومع تحفظي الكامل على جملته الأخيرة بان الدكتور الطراونة جاء مديراً عاماً لمؤسسة الضمان بمحض الصدفة، التي أنفيها جملةً وتفصيلاً كونه شغل موقع مساعد المدير العام للمؤسسة زهاء خمس سنوات، وهو الخبير الاكتواري ومدير الدراسات والباحث في المؤسسة لأكثر من (16) عاماً، وهو ما يفنّد تماماً ما ذهب إليه محرر “هرمنا نيوز” بأن الطراونة جاء بمحض الصدفة، لا سيما وأنه كان من أشد منافسي المدير العام السابق على المنصب عندما طرحته الحكومة للتنافس، ولولا ميل الحكومة في ذلك الوقت واستقطابها للسيد الرحاحلة من خارج المملكة وهي مبيتة النية على تعيينه لكان المنصب من نصيب الدكتور الطراونة..!
وإجابةً على سؤال المحرر وطلبه، أود أن أذكّره بما كنت كتبته بعد أيام قليلة من تعيين الدكتور الطراونة مديراً للمؤسسة، فقد قلت بأنني سأبقى ناقداً وناصحاً ومُصحّحاً لأي سياسات خاطئة، وبأنني لن أتوقف عن ذلك برحيل المدير العام السابق، وليس أدل على ذلك من العديد من المنشورات التي أدعو محرر “هرمنا نيوز” لإعادة مراجعتها منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وهو الشهر الذي حصل فيه التغيير وعُيّن فيه الدكتور الطراونة رسمياً مديراً عاماً لمؤسسة الضمان.
إن كتاباتي اليومية المستمرة تترجم قناعتي وإيماني وانتمائي لهذه المؤسسة التي
كنتُ وما زلت مدافعاً شرساً عنها بكل مُكوِّناتها من جهاز إداري وفني وموارد بشرية ومالية ومؤمّن عليهم ومنتفعين ومتقاعدين وعمّال وأجيال قادمة إيماناً بالغ الذروة بأهميتها وبأنها كما قلت غير مرة أهم مُنجزات الدولة الأردنية باتجاه تعزيز الجانب الاجتماعي والحمائي للمواطن ولا سيما لأبناء الطبقة العاملة، كيف لا وهي التي وُلِدت من رحم الشعب الأردني ومن معاناة العمّال في مملكتنا الحبيبة.
من جانب آخر، أرجو أن أوضح بأنني لم ولن أنصّب نفسي مُقيّماً للأشخاص، وحتى بعض ما يصدر عنهم من قرارات وسياسات فلن أتسرّع بالحكم عليها حتى تتبدّى لي الصورة من كافة جوانبها، لكنني سأواظب على منهجي الذي سلكته منذ أكثر من سنة ونصف في أن أعبّر عن رأيي بكل موضوعية وعلمية وحجّة مستنداً إلى خبرتي ومعرفتي ومتابعتي الدائمة لكافة شؤون الضمان الاجتماعي وقطاع العمل والعمال، ولن أتراجع أو أجامل على حساب الصالح العام، وهذا أيضاً كان ديدني أثناء عملي في المؤسسة، ولم أتردد لحظة عن مناصرة الضعيف وصاحب الحق والانحياز إلى الإنسان، وقد قلت للصديق والزميل الدكتور الطراونة ناصحاً عندما التقيته في مكتبه بعد أزيد من شهر على تعيينه، بأن هذه المؤسسة تحتاج جهداً نوعياً وانفتاحاً على الناس، واعتماد سياسات ناجعة متوازنة على كل المسارات التأمينية والإدارية والمالية والاستثمارية وبما يصب في تحقيق المبتغَى الوطني والصالح العام، كما أبلغته بأنني سأبقى داعماً لكل القرارات والسياسات الصحيحة المحققة لهذه الغاية، كما سأكون ناقداً لأي خروج عن الجادّة كائناً مَنْ كان وراءه..!
قد لا أكون مطّلعاً على تفاصيل ما قام ويقوم به الدكتور الطراونة من إصلاحات إدارية، فقد ورثَ تركة صعبة متشابكة معقدة، وكنت قد طالبته في أكثر من منشور بضرورة ترشيق المؤسسة بعد ما أصابها من تضخم ولا سيما في موضوع اللجان التي كانت تتعرقل ببعضها في كوريدورات المؤسسة، وقد حصل أنه قام بتفكيك بعضها وترشيق بعضها الآخر.. ولا أدري أين وصل الموضوع حالياً.
لقد اختلفت مع الدكتور الطراونة في بعض تعديلات قانون الضمان، والمتابع لمنشوراتي يدرك ذلك تماماً، كما اختلفت معه ومع وزير العمل في اجتماعات لجنة العمل النيابية التي تم فيها مناقشة مشروع القانون المعدل لقانون الضمان، لكنني أقدّر للدكتور الطراونة أنه نجحَ وبالتنسيق مع الحكومة وخلال أقل من شهرين من توليه منصبه في إسقاط (70%) من التعديلات الضارّة وغير المدروسة التي كانت قد اقترحتها الإدارة السابقة للضمان، والتي كان يمكن أن تُغرق المؤسسة والبلد في أزمات..!
أرجو من المحرر المحترم أن يراجع أكثر من (100) منشور عبّرت فيها عن رأيي المخالف لبعض اجتهادات المؤسسة ومديرها خلال العهد الجديد، وهذا لا يضيرني ولا يضير مؤسستي العظيمة التي أمحضها جلّ محبتي وانتمائي وأتمنى أن تبقى مظلة الحماية الاجتماعية الأقوى في الدولة.
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية
الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي