أخبار عاجلة

الظلم والاستبداد من اسباب الثورات قديما وحديثا

هرمنا الاخباري – عمان – الدكتور زيد احمد المحيسن

يقول الثائر المعروف ارنستو تشى جيفارا :- ان مقاومة الظلم لا يحددها الانتماء لدين او عرق او مذهب بل يحددها طبيعة النفس البشرية التي تأبى الاستعباد وتسعى للحرية
يحدثنا التاريخ بان من اسباب انهيار الدول والحضارات الانسانيه هو تفشى الظلم وغياب العدل وشعور الفرد بعدم المساواه داخل مجتمعه الذي يعيش فيه وان من دعائم استقرار المجتمعات الانسانيه هو وجود العدل بين الناس فالعدل والظلم نقيضان لايلتقيان فالعدل يحقق الرضا والطمانينه للافراد والجماعات ويحقق الاستقرار الذي هو اساس الازدهار والتنمية ويجسد مفاهيم الولاء في وجدان الافراد للارض والانسان ويعزز النسيج الوطني والانتاجيه ويصلب جدران البناء الداخلي للدوله اما الظلم فهو على نقيض تام مع مخرجات العدل – فالظلم يولد العنف وعدم احترام للقانون وفوضى مجتمعيه وخلق ازمات وتعطيل الانتاج وقبل هذا وذاك خلق حالة عدم الرضا ورفض لمنطق العقل والحوار البناء وهنا تكمن الطامة الكبرى .فالمجتمع ينفلت عقاله ومن ضوابطه الاخلاقيه والقيميه وتدب الفوضى بين جنباته فيصبح الامي عالما والمحتال قاضيا والضرير مصورا والاجنبي مدللا والوطني عميلا ويفتك الاعمى بالبصير وتنقلب الامور ومعايير الاستقرار الاجتماعي – ويطغى استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل – وان اصعب وامر شعور في الحياة هو شعور المظلوم العاجز عن نيل حقه ممن اغتصب هذا الحق بالرشوة والواسطة والمحسوبيه وهذه الثلات من افات العصر والحياة المدنيه وهي مرئيه لنا جميعا من خلال المشاهد اليوميه لحالات الظلم التي تقع على الافراد من قبل اصحاب الجاه والنفوذ وما شاهدناه في السنوات الاخيرة في بلادنا والعالم العربي من حراكات ومسيرات احتجاجيه الا نتيجه لتفشى ظاهرة الظلم في مجتمعاتنا –ان ظلم المسؤول لصاحب الحق هو اشد انواع الظلم على النفس البشريه فهي تولد الحقد والعنف وعدم الرحمه وتنزع من قلب المظلوم الامل وتزرع مكانه الياس والاحباط والقنوط وما اعمال التطرف التي تحدث في مجتمعاتنا العربيه الا نتاج الظلم وعدم المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات – وصدق القائل :
لا تظلمن اذا كنت مقتدرا فالظلم مرتعه يفضي الى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
ان الظلم مفتاح الشر وان العدل مفتاح كل خير – لنضع العدل عنوانا لانسانيتنا دائما وان نرحم بعضنا في الارض حتى يرحمنا من في السماء

شاهد أيضاً

غزة ومعركة الوعي

هرمنا الاخباري-كتبت د. رلى الفرا الحروبحراك الجامعات الامريكية والذي التحقت به الجامعات الاوروبية والكندية والاسترالية …