موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا الاخباري – خالده الختاتنه
موقف حصل قبل يومين انقاذ فتاه تفكر بالانتحار وبالتفاصيل كعادتي اليوميه اذهب ليلا لاطعام قطط الشارع بمنطقتي لتاكل براحتها وبنفس الوقت احب المشي بالليل فاجواء الصيف بمنطقتنا رائعه ..
وانا بالشارع منطقتنا شاهدت فتاه بالثلاثين من العمر لاول مره اراها بالمنطقه تسير وهي تتحدث بصوت خافت مع نفسها وتسير كالتائهه والحزن والالم تبدو على ملامحها ..
تصادفنا بلحظة مرت من جانبي وهي تتحدث بصوت خافت اعتقدت انها توجه الكلام لي قلت لها لم افهم ماقلت فقالت لا لم اوجه لك الكلام ..
نظرت لوجهها الحزن واضح بشكل كبير ردت بكلمات مخنوقه قلت لها انت من سكان المنطقه اول مره اراك هنا قالت لا انا سكان المنطقه من فتره طويله قالت لي والدموع بعينيها وبدون ان تعرف من اكون انا متضايقه جدا احس بالاختناق وطلعت من البيت بسبب مشكله وقفت انظر اليها لا اعرفها ولا تعرفني كيف هكذا فجاءه وبدون مقدمات تخبرني بحزنها وقهرها وكرهها للحياه قلت لها هل انتي متزوجه ام عزباء قالت متزوجه وياريتني ما تزوجت انا طلعت من البيت لمشكله مع زوجي واريد الذهاب للموت ..
هنا كان لابد لي من الوقوف معها لسماع قصتها لاحاول تهدئتها قدر استطاعتي ..
قلت لها لا اعرفك ولا اعرف اين تسكنين ولكن لفت انتباهي وجودك بشارع بيتنا بهذا الوقت المتاخر من الليل وكانت الساعه الثانيه عشر والنصف ليلا” وانت صبيه كيف لي ان اساعدك وما هي مشكلتك وقفنا نتحدث وانا مازلت احمل الاكل للقطط وضعت الاكل جانبا وبدت تقول لي وانا استمع لها انا متزوجه من شاب اكتشفت وقت كتب الكتاب انني اكبر منه بثلاث سنوات ومع هذا لم يكن لدينا المناع لكتب الكتاب وتزوجت به وهو متزوج من اخرى ولديه اطفال وبعدها وضعت طفله ظروف زوجي صعبه ماديا وكنت اعمل وتركت العمل كنا نسكن ببيت ولظروفه الماديه اضطرينا لترك البيت وعدت لبيت اهلي وهو يقسم وقته هنا وعند زوجته الاولى …
قالت كنت منزوجه من اخر ولدي ولد من الزوج الاول يعيش مع والده …
المهم قلت لها عادي الكثير قصته تشابه قصتك اين المشكله التي تجعلك بكل هذا الحزن والقهر وتمشي بوقت متاخر من الليل بشارع بيتنا بعيده عن بيتك قالت لي زوجي الحالي يضيق عليه كله ممنوع ممنوع يعاني من حاله نفسيه صعبه وربما هنالك سحر وحجب بالموضوع ..
وانا اليوم عملت معه مشكله واريد الذهاب لارمى نفسي من اعلى الجبل وانتحر لهذا انا هنا واريد الذهاب لاموت لاخلص من حياتي لارتاح …
بالتاكيد وهي تتحدث كانت منهاره تماما” تائهة الكلمات تخرج من فمها بصعوبه تنظر للدنيا بسواد قاتم منهاره معنويا” ونفسيا” ..
ارى امامي فتاه منهاره تريد الذهاب لتنتحر لتموت لتنهي حياتها وكانت مصممه على الموت فلابد ان اقف لاتكلم معها ولن اتركها بلحظة غضب وانفعال ونفسيه مدمره ان تقتل نفسها ..
وقفت واخذت نفسا” عميقا وكنت قد صممت ان اقف بجانبها لابعدها عن التفكير بالموت تحدثت معها بقصص من الواقع مشابهه لقصتها بل اكبر بكثير من مشكلتها تحدثت عن قصص واقعيه اصعب من قصتها وكيف تكون الحلول اخبرتها بما توصلت اليه من تجارب الاخرين لتمنحني القوه وكل القوه فلا وقت ومكان للضعف فان ضعفت ستقع وستنهار وتكون فريسه للشيطان ليدمرك ..
تحدثت معها بكل جديه وانا امشي بجانبها طوال الطريق هي تصمت وانا اتحدث واترك لها مساحه للحديث ولكن كان لابد ان اغير نفسيتها لاجعل منها قويه وليس بهذا الضعف القاتل ..
وانا اتحدث واتحدث واتحدث لساعات مرت كلمح البصر الوقت مضى واقترب وقت اذان الفجر وانا وهي نتحدث ..
قالت لي والدموع تملا عينيها انتي انقذتني من الموت والدمار انتي سقطت لي من السماء بلحظة كنت متوجهه للجبل لارمي نفسي لانتخر واخلص من الحياه …قالت لي اول ما شاهدتك من بعيد لا اعرف رايت نورا قادما نحوي لا اعلم لكن احسست انني بلحظة رايتك بشيء من الاطمئنان قبل ان احدثك وجودك بهذه اللحظة بالذات وكان الله ارسلك بلحظة بيني وبين الموت ..تحدثت وتركتها تتحدث لتخرج ما بقلبها من حزن والم وقهر لتفرغ الطاقه السلبيه ولتكن الطاقة الايجابيه تعود لتتغلغل بروحها …
قالت لي بنهايه المطاف انتي نزلت لي من السماء اعدت الامل لي بالحياه بعد اليأس والانكسار ..قلت لها ما زلت صغيره وما زال بامكانك تغيير حياتك للافضل بالصبر والقوه والحماس ستتغلبين على كل المشاكل والصعاب والحياه طويله ليس من اول مشكله او عدت مشاكل تفكرين بالانتحار والموت وهنالك طفلتك التي هي بحاجه لك فلا اخت ولا قريب ولا احد يعوضها عن حنان الام لتفكري بابنتك قبل نفسك لمن تتركينها هل تتركينها تصارع مصاعب الزمن ……
قلت لها بالنهايه انتي تركت عملك وبقيت تجلسين بالبيت طوال الوقت لا شي تقومين بعمله الا التفكير التفكير التفكير وهنا المصيبه والكارثة فلا بد ان تشغلي نفسك بهواية تحبينها مثلا احضري اوراق والوان وارسمي لوحات مهما كانت سوف تبدعين تعلمي التجميل تعلمي عمل الاشغال اليدويه لا تتركي نفسك ليسيطر عليها الشيطان والاهم العباده لا تقطعي الصلاه وقرات القران ففيها طاقه رحمانيه … قولي دائما القادم اجمل اعطي لنفسك الامل والامل بالله …..
بنهاية الحديث عادت لبيتها بعد ساعات من الكلام الطويل والذي احسست بعدها انني انقذت روح من الموت عادت لتقول لي لقد اقنعني كل كلامك واعطيتني دافعا قويا لاكون قويه واتحدا الظروف واقلع الشوك بيدي رغم الجروح التي ستشفى يوما” ولكن اقتلاع الشوك من جذوره لن يعود مره اخرى …
اكملت بعدها جولتي اليوميه لاطعام قطط الشارع وعدت مع اذان الفجر للبيت وانا بحاله براحه لم اشعر بها من قبل عملت واجبي مع ارواح خلقت ومع الله وانقذت فتاه من الموت بلحظه ارسلني الله لها او ارسلها بطريقي لاكون سببا بتغيير افكارها بل وتنظيف عقلها من شوائب لاضع مكانه بياض الثلج لتعود من جديد بروح ومعنويات ودافع للحياه …
سالت عنها باليوم التالي لاجدها بالف خير …مررت بالكثير من الصعاب بحياتي ولكن كنت دائما اقول ما من مشكله الا ولها حل مهما صغرت او كبرت …
الامل والاراده والتصميم ستصل لما تريد ….
الصوره تعبيرية والقصه حقيقية
