أخبار عاجلة

ندوة الاسلام والغرب.. في المنتدى العالمي للوسطية

هرمنا الاخباري – عمان

عقد المنتدى العالمي للوسطية ندوة فكرية بعنوان ” الإسلام والغرب” في مقر المنتدى اليوم الإثنين الموافق 31/7/2023، وفي بداية اللقاء تحدث المهندس مروان الفاعوري مرحباً بالحضور، وقدم تعريفاً بالمحاضر ودوره الفكري في العالم الإسلامي وقال إن له مجموعة من الأعمال الفكرية التي قدمها في مواجهة الفكر الغربي المتطرف، فهناك ثقافات غربية متعددة، وقال، لقد أصبح للمسلمين تأثير كبير في الثقافة الغربية وقال، إننا لا نتحدث عن البعد التاريخي في علاقة المسلمين بالغرب، بل سيتناول الحديث الحوار الحضاري، كما قدم الفاعوري المعقبين على المحاضر والمحاضرة وهما موسى بريزات وعبدالرزاق بني هاني.

وفي بداية المحاضرة تحدث الدكتور عزام التميمي وقال إن العلاقة بين الغرب والمسلمين بعيدة عن البساطة، وتترواح بين قطبين، قطب الإعجاب وقطب الخوف منها.

وقال عندما ذهبت إلى بريطانياً دارساً، انبهرت بالحياة المنظمة هناك، وبالأخلاق العملية التي تنظم حياتهم وسيادة القانون، واحترامهم للانتخابات كذلك، ودور صناع القرار والسياسات – فهذه الأمور جميعها تبهرك، وبعد مدة ترى أن تلك الأمور عادية، وأن لدى هذه المجتمعات مشاكل متعددة واكتشفنا أن هناك تحالفًا كبيراً بين الدولة العثمانية وملكة بريطانيا، فهي عندما استلمت الحكم كانت تقوم علاقتها على العداء مع روما وأن التوافق مع العالم الإسلامي يعزز العداء مع روما وأن العلاقات بينهما مرت بمنعطفات ويحكمها موازين القوى، وأن الغرب لديهم مصالح يريدون تحقيقها، فالغرب لم يبن حضارته إلا بعد احتلال بلدان كثيرة، فبنوا عيشهم على حساب أموال وثروات الآخرين وبنوا حضارتهم وجزءاً من حضارتهم يقوم على تصدير منتوجاتهم للبلاد المستعمرة.

وبالرغم من كل ذلك كانت المراوحة بين الإعجاب وضده، عند كثير من الناس، ويظهر ذلك عند الطنطاوي مثلاً الذي كتب عن الغرب مندهشاً في الوقت الذي كانت فيه فرنسا تدك الجزائر وتقتل شعبها.

والآن ما زالت العلاقة تحكمها القوة فهم يعاملون العرب والمسلمين بالتناقض ما بين المحلي والخارجي، فبريطانيا مثلاً تظهر اعتدالاًفي العلاقة أحياناً أفضل من غيرها من الدول.

 ولذلك تجد أن العلاقة الحميدة في الأخلاق تكون معتمدة داخل دولتهم، أما إذا كان الأمر يتعلق بأطماعهم الخارجية فلا بأس من ممارسة الكذب مثلا لتحقيق المصالح، فهذه الأزدواجية مشكلة كبيرة لديهم.

وقد يعجب المرء بما يرى من حبهم للمحاسبة والشفافية في كثير من الأمور، وقال ان الغرب يتعامل مع الآخر وفقاً للمصالح، فالعلاقة المرتبطة بالدين وغيره، غير مطلوبه، فهم يمارسون مثلا كل ما يحقق مصالحهم.

وفي الربيع العربي أدركوا أن التغيير قادم، وكانوا يتحدون بعض المسؤولين عن التغيير من أجل المحافظة على مصالحهم، وقال إن الغرب يعرف أن لا بد من احترام قادة التغيير العربي، وقال إن هناك متغيراً مهماً غير مسبوق وهو التوازن غير المسبوق مع المسلمين، فالمسلمون كُثر، وهم متعلمون ولديهم القدرة، لأنهم أصبحوا واقعاً، ولذلك يجد البريطانيون أنه لا بد من التعامل مع المسلمين، لأنهم يشكلون واقعاً ملموساً يجب احترامه.

وهذا الوجود الإسلامي في الغرب يلعب بعلاقة المسلمين بالغرب بشكل ملحوظ، وبعد انهزام الربيع العربي ظهر أكبر عائق أمام التأثير الذي يأتي للأسف من العالم العربي، فبعد انقلاب مصر ضد مرسي جاء وفد مصري إلى بريطانيا وقالوا لا بد من اغلاق قناة الحوار ورد عليهم رئيس وزراء بريطانيا بأنه لا يستطيع ذلك ، فهذا أمر قضائي لا يستطيع فعله، وكذلك نقول هناك إنجاز هائل للمسلمين في الغرب إلا أن الدكتاتورية العربية تضر بالمصالح.

والحقيقة إن الحرب التي تشن على المسلمين داخل أوروبا للأسف تأتي بدعم من بعض الأنظمة العربية.

وحول القضية الفلسطينية ونظرة الغرب لها، قال الدكتور التميمي إن بعض البرلمانيين الأوروبيين يبنون قناعاتهم تجاه القضية بناء على مواقف العرب أنفسهم تجاهها، فمواقف العرب للأسف تشجع الأوروبيين على عدم دعم القضية الفلسطينية، فأكبر العوائق تأتي من العرب.

أما الدكتور عبدالرزاق بني هاني فقال معقباً على المحاضر، إذا اختلفنا على حدث اليوم فكيف بالأحداث السابقة وكمؤرخ اقتصادي أقول إن الغرب ليس متجانساً في علاقته مع العالم الإسلامي وهم أكثر الناس حقداً على العالم العربي والإسلامي وذلك من خلال اقراض الناس بالأموال وإغراقهم بالديون، وذلك من أجل تسخير ذلك لسياساتهم، فاليهود هم من كانوا وراء ذلك العمل وتلك الفكرة والقصة وخلال 200 عام كانت بريطانيا تشن حرباً على المسلمين كل 15 عام، بمعنى أكثر من 13 حرباً تأتي على مقدرات الأمة، ولعل أول من تلظى بنار الحروب الصليبية هم المسيحيون العرب، باعتبارهم عرباً وأنهم لم ينصروا الصليب.

أما في فرنسا فقد حمل نابليون فكرة الحرية وبعد انهزامه عقدوا معاهدة مع الدولة العثماينة لتكون السيادة لهم في المنطقة، ومن الأرقام المفزعة خسارة الدولة العثمانية لحوالي 200000 جندي عثماني في الحرب، وقال إن الغرب هو من دبر لتدمير الدولة العثمانية وأن البريطانيين ينكرون أنهم فعلوا ما يستطيعون لتدمير الدولة العثمانية.

وقال إن بريطانيا احتلت معظم دول العالم ونجد أنها أبقت على وحدة كثير من المناطق والدول إلا أنها قسمت المنطقة العربية خدمة للصهيونية.

أما الدكتور موسى بريزات فقد قال إن حديثي سيكون تكملة لبعض الأفكار التي وردت في حديث الأخوين الكريمين، فأعداء بريطانيا حسب قول أحد زعمائها هم المسلمون، فمن مصلحة بريطانيا أن تبقي حالة العداء مع الإسلام بشكل أبدي، فالعداء ليس قومياً بين الأتراك وغيرهم بل إن العداء مع الإسلام ولذلك كانت بريطانيا ضد الدولة العثمانية.

وهناك تفاوت في المعايير وفي مصالحهم التي يرى ان الإسلام عدو، ويجب هزيمته فهم لا يريدون لهذه الأمة أن تكون قوية بدينها وبقوميتها.

وفي نهاية المحاضرة أجاب المحاضرون على أسئلة الحضور ومداخلاتهم، بعد ذلك قدم المهندس مروان الفاعوري الأمين العام للمنتدى درع المنتدى للمحاضرين وللأستاذ مجدي الشريقي. 

<>

شاهد أيضاً

النسور مستشارا لاتحاد الجامعات العربية

هرمنا الاخباري-قرر امين اتحاد الجامعات العربية معالي الدكتور عمرو عزت سلامة تكليف الدكتور مهند عبد …