ابا لطفي … في عليين وفي سجل الخلود

هرمنا الاخباري – عمان – الدكتور زيد احمد موسى المحيسن
غادرنا الحاج عمر سليم عودة المحيسن الى فضاء الخلود الابدي ، بعد سيرة ومسيرة حياة طويلة من العطاء اللامحدود – شعارها العصامية والطهر والنقاء ، من جيل الرواد الكبار الذين نعتز بانجازاتهم وعطائهم في تسويق المنتوجات الزراعية الى الاسواق العربية ،بالعمل الجاد والمخلص للمهنة والمدافع عن اصحابها و كنقيبا لتجار الخضار والفواكه لعدة دورات ، رجل الاحسان وعطاء الخير بصمت بدون منة او غاية ، غادرنا ابا لطفي دون سابق انذار وهو مطمئن النفس لما قدمت يداه تجاه اسرته وعشيرته ومسقط راسه ووطنه وامته الماجدة فالعظماء وهو واحد منهم يغادرون الدنيا بصمت – لاينتظرون حمدا ولا شكورا من احد – هم اول من يضحى واخر من يستفيد اذا كان هناك فائدة ! كان ابا لطفي سنديانه ضاربة الجذور في التاريخ ، ذات طلع نضيد بعد عقود طويلة من العمل والمعاناة المضنية في رحلة الحياة ومتاعبها ، شجرة طيبة الرائحه ، وارفة الظلال ، ظل طيلة رحلته مخلصا لمبادئه وقيمه التي تربى عليها ، في زمن صار الناس فيه يخجلون فيه من المبادىء ويتنكرون للقيم الاصلية – قيم الدين والاخلاق الحميدة والصدق والنبل ، يا ابا لطفي … ياوجه الخير ان كان الموت قد غيب الجسد فان روحك النقية الطاهرة ترفرف في مجالسنا وقاعاتنا وسماء وطننا محملة بالعطر الذي لايغيب و بالحب والخير والعطاء والذكر الحسن والوفاء للوطن ولابنائه – رحمك الله يا ابا لطفي فقد امضيت حياتك عنوانا للنبل ومكارم الاخلاق لروحك الرحمة والمغفرة والفردوس الاعلى يا اخر الفرسان ولاسرتك الصغيرة وعشيرتك الكبيرة يا واسطها وعامودها عظيم العزاء والصبر والسلون –

انا لله وانا اليه راجعون .