أخبار عاجلة

مذكرات مدير سجن… بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

هرمنا الاخباري – عمان

عالم السجون كان بالماضي يختلف عن العالم خارج السجون ، ولكن في زمننا الحاضر ما عادت تختلف العوالم عن بعضها البعض فالأشرار الذين خارج السجون يملكون القوة والمال ويستطيعون أن يلبسوا لباس العفة والطهارة ويظهرون على المنابر في المساجد وعلى وسائل الإعلام على أنهم هم المصلحون وصناع الخير .
اذكر عندما كنت مديرا لإحدى السجون في الأردن أن واجهتني مشكلة من أحد النزلاء الذي كان يتعرى ويمارس طقوس ممارسة الجنس أمام النزلاء حتى صار هناك إعتقاد بأنه مُتلبَس من أنثى من عالم الجِنّ ، فقمت بإصدار تعليمات بحجزه إنفراديا لعل وعسى أن يشعر بالعقوبة وتردعه عن ممارسة هكذا أعمال غير أخلاقية ومزعجة، إلا أن صوته وصراخة وكلامه كان يصل لجميع النزلاء الذي صاروا يذعرون وينزعجون ويتوهمون بأن هناك جنية داخل السجن .

عندما قمت بإستشارة الأطباء النفسيين الذي عجزوا عن إيجاد تفسير لهذه الحالة ، ولكن هناك أحد افراد الشرطة العاملين معي أخبرني بأنه يوجد في السجن شخص يعرف كيف يتعامل معه ويستطيع أن يُخرّج الجنية منه بإستخدام القرأن والماء والأذان ومن ثم إعادته إلى حالته الطبيعية ، ومع أنني لا أؤمن بهكذا خرافات إلا أنها وبعد إستنفاذ كل الوسائل والسبل لم يبقى لي إلا هذه الوسيلة أمامي .
طلبت من زملائي إحضارهما وتجهيز ما يرغبان به بالمكان لأشرف على طريقة الإخراج ، وبالفعل تم احضارهما حيث كانت تعليمات النزيل المعالج أن يتم توثيق النزيل ألمريض توثيقا مانعا له من الحركة ومن ثم يدخل ألنزيل المعالج ومعه القرآن ليقرأ عليه وكنت أشاهد كل ذلك أمام عيني ، وبالفعل وعند دخول النزيل المعالج صار هناك حالة إرتباك من المريض ومقاومة للموَثقين له وصار يخرج منه أصوات ضخمة وغليظة ويتكلم كلاما غريبا كأن شخصا اخر يتكلم بلسانه ، عندها أخبرني النزيل المعالج أن هذه الجنية التي تتلبس المريض قد شعرت بالقرآن بيده وأنه سوق يحرقها أو يُخَرٍِجها من جسده بالآذان وقراءة سور من القرأن والتفاوض والحوار بالكلام معها .

المهم صار هناك الأذان في ُأذُنيّة من المعالج وحالة عصبية قوية من المريض ودار حوار بينهما وتفاوض بأن تخرج منه أو يحرقها ببعض من سور القرآن الكريم إلى أن ابلغني النزيل المعالج أن الجنية قوية ولن تخرج منه إلا إذا خرج المريض من هذا السجن إلى سجن أخر أو يتم تكفيله وأنها إن لم نفعل ذلك فإنها سوف تدعوا صاحباتها ليتلبسون نزلاء آخرين بالسجن .

بعد هذا الذي جرى عُدتُ للمكتب وأردت أن أرى ملفات النزيل المعالج والمريض ، فصعقت عندما وجدت أن النزيل المعالج الذي يحمل القرأن ويحفظ الكثير من سِوَر القرآن الكريم ويطلب العون من الله لمساعدة هذا المريض بأنه متهم بقضية إغتصاب قاصر وقتلها بعد اغتصابها ، وأن النزيل المريض هو نصاب ومحتال وعليه الكثير من القيود الجرمية ومنها انتحال صفة شخصيات عامة كالشيوخ والوجهاء أو إنتحال صفة المحامين وضباط المخابرات والشرطة .

وأخيرا اذا كان الطبيب مغتصبا والمريض محتالا فماذا سيكون الدواء ومن اين سيكون ؟

شاهد أيضاً

مركز شابات العاصمة يحتفي باليوم العالمي للعمال

هرمنا الاخباري-نظم مركز شابات العاصمة احتفالاً بمناسبة اليوم العالمي للعمال بحضور أعضاء من المركز والمجتمع …