موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا الاخباري – عمان – الدكتور زيد احمد المحيسن
الإرادة الشعبيّة تتمثّل في مجموع الخيارات التي يعبّر المواطنون عنها من خلال نظام الانتخاب أو الاستفتاء، وهي إجمالاً تعني وجود رغبة لدى المواطنين في تقرير مصيرهم وتحديد وجهة مجتمعهم واتجاههم نحو تحقيق هذه الرغبة عبر اختيار شخص واحد أو مجموعة أشخاص أو حزب سياسي محدّد لتجسيدها. فيكون هذا الطرف المختار وجهاً لهذه الإرادة الشعبيّة وممثّلاً له .
الحل والعقد في الارادة الشعبية – فاذا وجدت الارادة الشعبية الوطنية تستطيع ان تحقق المستحيل وتنتزع حقوقها المسلوبه بالطرق السلمية من خلال وحدة الرؤيا والهدف والوسائل – لكن غياب الوعي الجماهيري باهمية العمل الجماهيري المنظم وعدم وجود روح التضحية وعدم وجود طلائع حقيقية لتقود الجماهير الى الهدف الحقيقي وهو بناء دولة العدالة الاجتماعية وتوزيع عادل للثروة والسلطة سيبقى الوضع كما هو من بؤس الى ظلمه الى عدم مبالاه في عالمنا العربي – قطيع يعيش بدون راعي اوحامي او موجه له وهذا الوضع الذي تبحث عنه الحكومات الهشه غير الوطنيه حتى تتمكن من تنفيذ مخططاتها المشبوهه دون مساءلة شعبية او رقابه اهلية – حالة البؤس لن تطول لانه لابد من يوم ينهض فيه المواطن العربي ويطالب بحقوقه المسلوبه وينتصر على الفئه الباغيه ان تاريخ الأمم يؤكد على ان النصر يصنعه أبناؤها على الاستبداد والظلم ، وأن الصبر على الذل من شيم الأنظمة وليس من شيم الشعوب. ومن كان يظن أن الشعوب أقل وطنية من حكامها فإن عليه أن يراجع تاريخ الأمم، فمن استبد من حكام الأمم خسر معاركه الداخلية والخارجية، ودفعت الشعوب الثمن، ومن وثق بشعبه وآمن بحريته انتصر وشعبه، وحققوا آمالهم وتطلعاتهم. الحاكم وطني بشعبه الحر، وهو مدحور بشعبه المقهور.لهذا فأن الارادة الشعبية هي القوة التي تصنع الاعمال الكبيرة وتحقق الامال الطوال من خلال الجد والمثابرة والاصرارعلى النهوض والحركة من بين الركام والصعاب وصدق القائل ” الارادة الشعبية هي السيف الذي اذا اهمل سوف يصدأ لكنه اذا شحذ من خلال الضرب والنزال تعود اليه عافيته وهذا هو المطلوب الان الحركة والشحذ والنزال والنضال حتى نخرج من هذا السبات العميق الذي طال امده حتى استحال الى عجر وكسل وبؤس شديد يخيم على عالمنا العربي من المحيط الى الخليج منذ امدا بعيد .
