أخبار عاجلة

مرحبا بالعالم الجديد وتعدديته القطبية ..

هرمنا الاخباري – – عمان د. بسام روبين

أجابني أحد أصدقائي المقربين في معرض سؤالي له عن الأسباب التي دفعته للزواج من الزوجة الثانية فأجابني قائلا لو كانت زوجتي الأولى كما هي الآن بعد زواجي من الثانية لما تزوجت عليها.

وهذا يأتي في سياق تزاحم الدول للإنضمام إلى مجموعة بريكس التي تسعى لخلق عالم جديد تسوده العدالة والتنمية ويقوم على إحترام الدول وعدم إبتزازها ،وربما نشهد تغيرا في السلوك الأمريكي الذي ما زال يقاتل من أجل بقاء عالم القطب الواحد وتربعه عليه كتلك الزوجه الأولى وقد نلمس تغيرا ملحوظا في انخفاض مستوى الغطرسة الأمريكية وتعاملها بفوقية حتى مع حلفائها وخصوصا العرب منهم بعد أن أنهت بريكس لقائها التاريخي الذي تمخض عنه دعوة ستة من الدول التي كانت قد تقدمت لطلب عضوية بريكس وهي السعودية ومصر والإمارات وإيران والأرجنتين في إضافة نوعية واستراتيجية ستعزز من مكانة بريكس بعد أن تجاوز اقتصاده  37% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم و46% من عدد سكان هذا الكون .

فلا غرابة أن نرى تغيرا ملحوظا وملموسا في قادم الأيام من أمريكا ومن الغرب عموما بعد أن أصبحت التعددية القطبية أمرا واقعا وبات مستقبل الدولار واليورو في مهب الريح وتحت رحمة دول البريكس التي تتبنى إستراتيجية إنسانية مختلفة لا تدعم المثلية ولا تقتل إقتصادات الدول ولا تستعمرها في القرن الثاني والعشرين ،فالنيجر التي تجلس في قاع الدول الفقيرة من الممكن لها أن تكون إحدى الدول الغنية.

ولكن الإستعمار الفرنسي أراد للشعب النيجيري أن يبقى كعبيد الحقل ويساعده في ذلك بعض السفهاء من الأفارقة العملاء الذين باعوا أوطانهم وشعوبهم بثمن بخس وها هم يلوحون بالتدخل العسكري لحماية المصالح الفرنسية وإبقاء شعوبهم بحالة يرثى لها من الفقر.

والمهم هنا أن نادي بريكس يسعى جاهدا لتحرير العالم من القطبية الأحادية ومن الهيمنة الأمريكية ليجعله عالما أكثر عدالة ، ولكن هذا المشروع وكواقع المشاريع التحررية يجد مقاومة شديدة من قبل الخاسرين والسفهاء من المتنفعين الذين إعتادوا على العبودية، ولو أن السماء أمطرت عليهم حرية لفتحوا مظلاتهم خوفا من الحرية فهم عبيد أحفاد عبيد ،ولا يمكن أن يعيشوا خارج هذا النطاق.

ولكننا نراهن على أحرار وشرفاء هذا العالم ممن يدعمون التعددية القطبية ويقولون مرحبا بالعالم الجديد كما يرحب الزوج بزوجته الثانية بعد عناء طويل مع تلك الأولى.

متمنيا التوفيق لبريكس ولمجموعة السبعة ولمجموعة العشرين إذا ما غيروا من إستراتيجياتهم القديمة، وتوجهوا نحو العدالة وتنمية الشعوب وفض النزاعات بالطرق السلمية بدلا من شيطنة الدول النامية ومحاولة أكرنة تايوان في مشهد متكرر ومتحرك من الصراعات والحروب الدامية وأخيرا مرحبا بالعالم الجديد.

عميد اردني متقاعد

شاهد أيضاً

تجارة الأردن تستضيف منتدى للدول الإسلامية حول الاقتصاد الرقمي

هرمنا الاخباري-تحت الرعاية الملكية السامية، تنظم غرفة تجارة الأردن وبالتعاون مع الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية، …