أخبار عاجلة

ندى حماد .. سيدة أردنية تطوع السوق الألمانية للمساهمة في حل مشكلة البطالة في الأردن

“حين تساهم في هجرة كفاءات أردنية إلى الخارج، تتصارع في داخلك مشاعر متضاربة ومتنافرة، فمن جهة تشعر بالأسف لأن بلداً آخر سيستفيد من عقول ومهارات الأردنيين فيما بلدك بأمس الحاجة إليها، ولكن ومن جهة أخرى، تشعر بالسعادة حين توفر فرصة للشباب الأردني تمكنه من تحقيق أحلامه وتحسين ظروفه، والمساهمة في حل مشكلة البطالة وأثرها السلبي على الاقتصاد الوطني”. – ندى حماد

ليست وظيفة، بل مهمة وطنية، بهذه العقلية تمارس السيدة ندى حماد وظيفتها القيادية في شركة دانا الألمانية لرعاية المسنين. والتي تسعى لاستقطاب كفاءات تمريضية أردنية لتغطية العجز والنقص الذي تعاني منه مراكز رعاية وإيواء كبار السن في ألمانيا.

وكانت الصحافة الألمانية قد استضافت السيدة حماد وخصصت مساحة واسعة من صفحاتها للحديث عن رؤية الشركة في اطار تعويض العجز في دور رعاية المسنين في ألمانيا.

السيدة حماد، ثلاثينية أردنية، وأم لـ( 3 اطفال). خلال فترة قياسية، تبوأت موقعا قياديا في الشركة الألمانية، وقد كلفت بفضل ما تتمتع به من مهارات قيادية وإدارية وعقلية مبتكرة تفكر خارج الصندوق، باستقطاب الكفاءات التمريضية من دول المنطقة.

ترى السيدة حماد، وهي تودع الدفعة الأولى من الممرضين الأردنيين، الذين غادروا قبل أسبوعين، إلى ألمانيا، للالتحاق بعملهم في مراكز رعاية كبار السن، وذلك بعد أن أنهوا برنامجاً تدريبياً في معهد غوته، بالعاصمة عمان والذي استمر لمدة 8 أشهر، أن النجاح ليس بالمهمة الصعبة، طالما كانت الإرادة صلبة، والطموح حاضر، والعزيمة حية.
وتضيف ” النجاح قرار، والشجاع هو وحده القادر على اتخاذ هذا القرار والإصرار على تنفيذه” .
وعن طبيعة مهمتها، قالت حماد ” إن مراكز رعاية كبار السن والمستشفيات الألمانية، تعاني من نقص في الكوادر الطبية والتمريضية، لذا اختارت شركة دانا، الأردن لتغطية العجز، نظراً لتنافسية الكفاءات التمريضية الأردنية والسمعة المرموقة للمرضيين الأردنيين الذين يمتازون بمهارتهم وعلمهم وجودة أدائهم”.

وأشارت إلى أن 22 ممرضاً، غادروا الأردن يوم الجمعة، وسيلتحق بهم 4 ممرضين خلال أيام، وذلك من أصل 62 ممرضاً استقطبتهم الشركة، وانطبقت عليهم الشروط، حيث تم تقسيمهم إلى أربع مجموعات، تخضع كل مجموعة لبرنامج تدريبي لمدة 8 أشهر، يشمل تعلم اللغة الألمانية، وذلك حصرا في معهد غوته وعلى نفقة الشركة، كما يتقاضى المتدربون راتباً شهرياً طيلة فترة التدريب. وحين يجتاز الممرضون البرنامج التدريبي يلتحقون بعملهم فوراً بعقد مدته عامين، وفقاً لقانون العمل الألماني، وبراتب يبلغ نحو 3 آلاف يورو شهرياً، علماً أن الممرضين، وفور وصولهم إلى ألمانيا سيلتحقون بدورة مزاولة مهنة بمعدل 600 ساعة.

وأضافت حماد، أن الدفعة الثانية والتي تضم 11 ممرضاً من المقرر أن تغادر إلى ألمانيا خلال 4 أشهر، فيما ستتبعهما مجموعتان تضمان 25 ممرضاً عقب استكمال البرنامج التدريبي.

وعن الشراكة مع الجهات الأردنية ذات الاختصاص، قالت حماد إن الشركة أبرمت اتفاقية مع الجامعة الهاشمية تلتزم بموجبها الجامعة بإدراج مساق اللغة الألمانية على الخطة الدراسية لطلبة التمريض،كمساق اختياري.

وأكدت حماد حرصها على استقطاب الكفاءات التمريضية الأردنية، وفتح سوق عمل جديد للمساهمة في حل مشكلة البطالة من جهة، انطلاقاً من مسؤوليتها كمواطنة أردنية، ومن جهة أخرى تسعى إلى مساعدة الشباب حديثي التخرج على العمل في بيئة مهنية تليق بقدراتهم وطموحهم وتلبي توقعاتهم حيال مستقبلهم.

وقالت حماد ” لم أنظر لمهمتي التي أوكلت إلي من قبل الشركة الأم، على أنها هدف وظيفي أو انجاز مهني أسعى لتحقيقه، بل مهمة وطنية قبل كل شيء، فالمسؤولية الوطنية تقضي بأن يساهم كل فرد في هذا الوطن، كل في موقعه، في خدمة الوطن والمجتمع وتحويل التحديات إلى فرص، انسجاماً مع رؤية وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، والذي يخصص كل جهده ووقته في سبيل توفير الفرص للشباب الأردني عبر تسويق الكفاءات وفتح أسواق جديدة واستقطاب الاستثمارات الخارجية” .

وختمت حماد بدعوة طلاب الجامعات وحديثي التخرج إلى امتلاك مفاتيح النجاح والتميز، من خلال تعلم اللغات المختلفة، والحرص على تطوير مهاراتهم والتدريب والتعلم المستمر، والسعي وراء الفرص بدلاً من انتظارها، وعدم الاستسلام لليأس، فالطريق للنجاح مليء بالعثرات والفشل .

شاهد أيضاً

رَمَضَـــانْ وَصَـــلَ ” ؛ إبداع أدبى جديد يزين مكتبة الطفل العربي للأديبة سارة السهيل …

هرمنا – في المنتصف من رمضان استلمت الأديبة والكاتبة اول طبعة لإصدارها، من قصتها الجديدة …