العبدلي

عاجل ||الملك أمام الأمم المتحدة: لا يمكن قبول استمرار الاحتلال ودوامة الصراع في الشرق الأوسط

هرمنا- في خطاب مؤثر ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دعا جلالة الملك عبدالله الثاني المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، مؤكداً أن الصمت يعني القبول بالواقع الحالي والتخلي عن إنسانيتنا.

وقال جلالته إن التطورات المتسارعة في المنطقة تدفعه للتساؤل عن مدى قدرة الكلمات على التعبير عن حجم الأزمة المستمرة، مشيراً إلى أن الجمعية العامة تأسست قبل 80 عاماً على وعد التعلم من أخطاء الماضي، إلا أن الفلسطينيين ما زالوا يعيشون في دوامة قاسية بسبب تكرار هذه الأخطاء.

وأضاف الملك أن الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي هو أقدم صراع مستمر في العالم، ويمثل احتلالاً غير قانوني لشعب أعزل من قبل دولة تدّعي الديمقراطية، مؤكداً أن هذا الوضع لا يمكن القبول به بعد اليوم.وتساءل جلالته: “متى سنجد حلاً للصراع في الشرق الأوسط؟ حلاً يحمي حقوق جميع الأطراف ويوفر حياة طبيعية للأسر التي تعيش في قلب هذا الصراع؟ ومتى سأتحدث أمامكم عن الفرص والازدهار والإمكانات في منطقتي لا عن المعاناة والدمار؟”.

وفي لهجة حازمة، تساءل الملك أمام الجمعية العامة: «إلى متى سنكتفي بإصدار الإدانة تلو الأخرى دون أن يتبعها قرار ملموس؟ إلى متى سيبقى المجتمع الدولي عاجزاً عن اتخاذ خطوات حقيقية توقف معاناة المدنيين وتضع حداً لهذا الصراع المستمر منذ عقود؟ إن الشعوب لا تحتاج إلى مزيد من البيانات والوعود، بل إلى إجراءات عملية تنقذ الأرواح وتضمن العدالة والحرية».

وأكد الملك أن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات شجاعة تضع حداً للصراع وتفتح الباب أمام مستقبل يسوده السلام والعدالة لجميع شعوب المنطقة.

وانتقد الملك بشدة ممارسات الحكومة الإسرائيلية الحالية، قائلاً إن «كثيرين يرون أن الاتفاقيات المرحلية والتدابير المؤقتة كانت بمثابة وسيلة لتشتيت الانتباه بينما كانت إسرائيل تستولي على الأراضي وتتوسع بالمستوطنات وتهدم البيوت وتشرد الأحياء». وأضاف أن «الأماكن المقدسة في القدس تعرضت للتخريب والتدنيس من قبل أولئك الذين يتمتعون بحماية الحكومة الإسرائيلية».

وأكد الملك أن «الدعوات الاستفزازية للحكومة الإسرائيلية التي تنادي بما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى” لا يمكن أن تتحقق إلا بالانتهاك الصارخ لسيادة وسلامة أراضي البلدان المجاورة»، متسائلاً: «هل كان العالم سيستجيب بمثل هذه اللامبالاة لو أن زعيماً عربياً أطلق دعوة مشابهة لدعوات “إسرائيل الكبرى”؟».

وشدد جلالته على أن «على المجتمع الدولي أن يتوقف عن التمسك بالاعتقاد الواهم بأن هذه الحكومة الإسرائيلية شريك راغب في السلام»، موضحاً أن «أفعال هذه الحكومة الإسرائيلية على أرض الواقع تهدم الأسس التي يمكن أن يرتكز إليها السلام، وتدفن بشكل متعمد فكرة قيام الدولة الفلسطينية».

وقال الملك إن «هذه الحكومة الإسرائيلية بينت بشكل واضح أنها لا تلقي بالا لسيادة الدول الأخرى كما شهدنا في لبنان وإيران وسوريا وتونس والآن أيضاً في قطر»، مؤكداً أن هذا النهج يهدد استقرار المنطقة برمتها ويقوّض أي فرصة لتحقيق السلام العادل والدائم.

وفي ختام كلمته، أكد الملك أن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات شجاعة تضع حداً للصراع وتفتح الباب أمام مستقبل يسوده السلام والعدالة لجميع شعوب المنطقة.

مقالات ذات صلة