محليات

حضور لافت للشماغ الأردني في معرض تراثنا بالقاهرة

هرمنا-  يحظى الشماغ الأردني (الحطة) برواج واسع في عدد من المحلات المصرية، حيث يقبل عليه الزوار والمواطنون في مصر لما يمثله من قيمة رمزية وثقافية تعبر عن روح الموروث الشعبي الأردني، ولارتباطه الوثيق بالهوية العربية الجامعة التي تجمع بين شعوب المنطقة.
وكان هذا الحضور الأردني لافتا وبقوة في معرض تراثنا في نسخته السابعة الذي جاء برعاية رسمية في القاهرة.
ويشير متخصصون إلى أن هذا الحضور المتزايد للشماغ الأردني في مصر لا يعبر عن تلاق ثقافي فحسب، بل يعكس أيضا عمق العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، إذ لطالما شكل التعاون الثقافي أحد أوجه التقارب بين عمان والقاهرة، فالثقافة هنا تتحول إلى لغة ناعمة تعزز من حضور الدبلوماسية الشعبية وتعمق التواصل بين الشعوب، بما يدعم أواصر التعاون الرسمي بين البلدين الشقيقين.
وفي هذا السياق، أكد خبير العلاقات الدولية طارق برديسي في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الترابط بين الثقافة الأردنية والمصرية لا يجسد بعدا ثقافيا فقط، بل يعكس رؤية راسخة خطتها قيادتا البلدين منذ عقود في بناء علاقات تقوم على التكامل والإخاء.
وأشار إلى إن انتشار الشماغ الأردني في مصر يمثل دليلا على تقدير المصريين للإرث الأردني الأصيل، وترجمة عملية لمتانة العلاقات الثنائية التي تتجاوز حدود السياسة إلى فضاء الثقافة والتاريخ المشترك.
وأضاف إن هذا التفاعل الثقافي يعد امتدادا للدبلوماسية الثقافية التي تسهم في تعزيز التقارب الشعبي، مؤكدا أن الشماغ الأردني بات رمزا يعكس كيف يمكن للتراث أن يكون وسيلة للتواصل بين الشعوب وجسرا يعزز من قوة العلاقات السياسية.
وفي سياق ذات صلة، أكد الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب الدكتور طارق منصور أن الشماغ الأردني يمثل أكثر من رمز تراثي أو موروث شعبي، فهو شاهد على عمق الروابط التاريخية بين الأردن ومصر، وتجسيد حي لوحدة الهوية العربية التي تتجاوز حدود الجغرافيا.
وأوضح أن انتشار الشماغ الأردني في الأسواق المصرية يعكس حالة من التفاعل الثقافي العميق بين الشعبين، وأن العلاقات بين عمان والقاهرة ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لمسار طويل من التواصل الحضاري والسياسي والثقافي عكسته مواقف وحالات عديدة، منها تسمية شوارع باسم مدن أردنية في القاهرة، رست قواعدها عبر عقود من التعاون والتفاهم المشترك.
وأضاف إن التراث المشترك بين الدول العربية، وفي مقدمته الرموز الشعبية، يشكل ركيزة أساسية في ترسيخ مفهوم الدبلوماسية الثقافية التي تعد إحدى أدوات القوة الناعمة في تقريب الشعوب وتعزيز التفاهم المتبادل.
وبين أن ما يميز الشماغ الأردني أنه يحمل ذاكرة الأمة العربية بأكملها، ترتبط بمعاني الكرامة والعزة والانتماء، وهي القيم ذاتها التي تشكل أساس العلاقات الأردنية المصرية القائمة على الاحترام المتبادل ووحدة المصير.
وأوضح أن التقارب الثقافي بين الأردن ومصر يعكس تماسك الموقفين السياسيين في مختلف القضايا العربية، لافتا إلى أن الثقافة كانت دائما جسرا مكملا للسياسة في بناء العلاقات المتوازنة والمستقرة بين البلدين.

https://petra.gov.jo/upload/Files/%D8%A3%D9%84%D8%A8%D9%88%D9%85%20%D8%B5%D9%88%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9%20(14).jpg
–(بترا)

مقالات ذات صلة