العبدلي

وزير الثقافة يلتقي في الدوحة نظيره القطري

هرمنا- أعرب وزير الثقافة مصطفى الرواشدة خلال لقائه أمس الاحد مع وزير الثقافة القطري الشيخ عبد الرحمن بن حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني عن الاعتزاز بدولة قطر الشقيقة التي تربطها مع المملكة الأردنية الهاشمية علاقات تاريخية جذرية متينة والتي عززها جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.
ووفق بيان صحفي، صادر عن وزارة الثقافة، عبر الرواشدة في اللقاء الذي حضره السفير الأردني في قطر زيد مفلح اللوزي، عن تقديره للدعوة الكريمة لزيارة الدوحة لحضور مهرجان “فريج الفن والتصميم” الذي تنظمه وزارة الثقافة القطرية، في منطقة درب الساعي بمنطقة أم صلال ، مشيرا الى ان قطر تمتاز بمنظومتها القيمية الإيجابية، وشعبها الطيب الذي يمتاز بقيمه العربية الأصيلة.
وأكد أن العلاقات الأردنية القطرية، هي علاقات استثنائية على كل المستويات والصعد، وخصوصا العلاقات الثقافية، التي وصفها بأنها عابرة للحدود، لافتا الى أن الثقافة والفنون والجمال، هي لغة عالمية تقرب الشعوب، والأردن وقطر يعبران عن ثقافة واحدة ضاربة جذورها في التاريخ والزمان.
وقال الرواشدة إن هذه العلاقة في الشق السياسي والاقتصادي والثقافي، وجميع السياقات الأخوية تمتاز بالتجذر والعمق، ونريد أن نضيف لها لبنة جديدة، بالتشرف بدعوة قطر للمشاركة في معرض الكتاب “ضيف شرف”، في الدورة المقبلة، مضيفا “يسعدنا أن تكون قطر ضمن أجنحة السفارات في الدورة المقبلة لمهرجان جرش للثقافة والفنون، والمشاركة بالفرق الشعبية والفلكلورية القطرية التي تمتاز بأصالة فنونها وعراقتها”.
ودعا إلى إقامة أسابيع ثقافة متكاملة بين البلدين والتي من شأنها تبادل الخبرات والتعريف بمبدعي البلدين وفنانيه.
وأكد اهتمام الأردن بالصناعات الثقافية الإبداعية، مشيرا الى أن الصناعات الثقافية ترتبط بملف التحديث الاقتصادي في المملكة.
وببن أن الوزارة نظمت ثمانية مشروعات مع رئاسة الوزراء لإيماننا أن الصناعات الثقافية والتراثية تشكل رافعة للإنتاج وجزءا من الدخل القومي، لافتا الى أن الحكومة تقوم على إصدار نظام يقونن الصناعات الثقافية الإبداعية، والذي من شأنه حماية العاملين في القطاع من ناحية، ومن ناحية أخرى تنظيم عمله.
وعن تجربة مراكر الفنون، قال الرواشدة: إنها أصبحت اليوم فضاءات للإبداع واكتشاف المواهب ومساحات للتدريب، وحواضن ثقافية، ومختبرات للتعليم التقني وتعلم مهارات الحاسوب، عبر أجنحة لمبادرة سمو ولي العهد في المراكز الثقافية بالمحافظات.
ولفت الى دورات التصوير الفوتوغرافي التي تحولت ضمن برامج التدريب من شغف الموهبة إلى الاحتراف والإبداع، مشيرا الى وجود الكثير من العناوين الثقافية التي يتم التدريب عليها في مراكز الفنون، ومنها: الموسيقى والفن والتشكيلي (النحت والرسم والزخرفة والخط والخزف)، والدراما وكتابة السيناريو وفن الفسيفساء الذي يشتهر به الأردن تاريخيا.
واشار إلى افتتاح مهرجان الأردن المسرحي في دورته الثلاثين، والذي جرى بمشاركة عربية كبيرة، وحضور نحو 150 فنانا عربيا من الدول العرببة الشقيقة.
وبين أن هذه هي الفعالية المهرجانية الخامسة ضمن الموسم المسرحي لهذا العام والذي يشتمل على مسرح الأطفال والشباب والكبار، فضلا عن المهرجانات التي تنظمها مسارح الهيئات الثقافية، ومنها: مهرجان المسرح الحر الدولي، ومهرجان عشيات طقوس وغيرها.
وأكد أن المسرح يأتي ضمن فلسفة الوزارة في توطين ثقافة المسرح بما ينطوي على الحوار، وتكريس منظومة القيم الإيجابية التي ترتقي بالوعي.
وبين أن الوزارة في سياق اهتمامها بالشباب، فهي تأخذ على عاتقها الانفتاح على تجاربهم، وتدرك أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثيرها، وتقوم ببرامج تشاركية مع عدد من المؤسسات ضمن برامج توعوية تتصل بالبيئة، والتوعية ضد تفشي المخدرات.
وقال “لدينا مجموعة من الشباب المبادرين الذين يصدرون عن خبرات متنوعة وعميقة، وخبرات تدريبية وينطلقون من منظومة قيمية لبث الوعي تجاه الكثير من الظواهر السلبية وبث القيم الإيجابية عبر أفلام قصيرة ونشاطات متنوعة”.
من جهته، أشاد وزير الثقافة القطري بمواقف الأردن تجاه القضايا العربية، مؤكدا العلاقات التاريخية المتأصلة بين البلدين الشقيقين.
واكد حرصه على مشاركة قطر في جل المهرجانات والفعاليات العربية التي ينظمها الأردن، ومنها: معرض الكتاب، ومهرجان جرش للثقافة والفنون، والأيام والأسابيع الثقافية.
وسلط الضوء على فكرة الأسابيع التي تقام في قطر والتي تنقل إلى 84 موقعا، وتشتمل على عشرات المفردات الثقافية والحرفية والمأكولات الشعبية والأزياء والفنون التشكيلية، والمنتجات المتعلقة بالثقافة، مبينا أن تلك الفعاليات تكون نوافذ للتسويق الثقافي، حيث تستخدم الوسائل الحديثة في الترويج الثقافي.
وقال إن الثقافة متعددة الدروب والاهتمامات والحقول، وما يميزها هو التعامل مع الفكر والإبداع، وليس التعامل مع أنظمة نمطية جامدة وأرقام، وهي متشعبة، ولكنها مع بطئها إلا أنها تشكل الأساس لوعي الإنسان.
ولفت الوزير القطري الى ان مهرجان الشعر النبطي الذي تنظمه وزارة الثقافة القطرية، يوجه بوصلته لخدمة المنظومة القيمية والأخلاقية باختيار اغراض شعرية تنطوي على الحكمة، ومنها : الكرم، والمروءة، والشجاعة، والإيثار والتسامح، والتي يتوخى منها تغيير السلوكيات غير الإيجابية لجهة القيم الإيجابية والحضارية والإنسانية.
–(بترا)

مقالات ذات صلة