أخبار عاجلة

كتب- علي الشريف .. الاعلام يا حسافة

هناك شيء غريب بات يظهر في الاعلام الاردني والاغرب اننا بتنا نشاهد اقلاما تتصدر المشهد يا سبحان مغير الاحوال ليس لها علاقة باي شيء فكل ما تكتبه ياتي في سياق صف الكلام او هز الذنب او التزلف قربى لصانع القرار
والاغرب ايضا اننا بتنا اقلاما محترمه تغيب وتغيب واقلاما عذبة لا يدري عنها احد وكتابا يكتبون بسلاسة ورقي ويقدمون حروفا كانها كتبت بماء الذهب
وهناك اعلام بات رخيص جدا يتصدر مواقع السوشال ميديا ..ويعتبر نفسه موجها للراي العام والمصيبة ان منهم من يبحث عن الاخطاء ليتصيدا وبعض اخر كل همه ان ينقل صورة سوداء عن واقع البلد حتى لو كانت الصورة بهية بكل تجلياتها…
على امتداد عمري وانا اطالع كبار الكتاب في الراي وغيرها وربما كنت انتقد بعضا مما يكتبونه واليوم اطالع كتابا اخرون فصرت ابكي على من رحلوا والطم على واقع الحال الذي بتنا نراه.
الاعلام الاردني سابقا كان يمكن ان يروج الاردن خارجيا وبكل بساطة حتى ان بعض من الاعلاميين تصدروا المشهد عربيا واسسوا قنوات فضائية او ساهموا بالتاسيس فاصبحت هذه القنوات تكبر حتى وصلت الى العالمية.
اليوم ثمة رحيل خلقي في اعلامنا وحتى لا اكون ظالما فان صحافتنا تنهار نتيجة لبعض الذين يمارسون الخرابيش عبر اعمدتها واستثني من ذلك بعض الكتاب الذين يقدمون مقالات ذات قيمة لغوية وادبية.
هل يعقل ان نقرا كاتبا يقول “ذهبت الملكة الى كفرسوم وشربت عصير الرمان وفرحت ..قسما بالله ناقص عليه يكتب انها لعبة حجلة.. هل هكذا كان يكتب طارق مصاروة او فخري قعوار ..وهل هكذا يكتب رجا طلب او خيري منصور .
هل يعقل ان يطل علينا كاتبا نحبة ونحترمه لانه ينادي بحرية الراي ونجده اول من يقمع الراي ان خالفته …هل يعقل ان نرى التفاهة برمتها عبر مواقع التواصل والشاشات ..فهل هكذا كان ابراهيم شاهزاده او سوسن تفاحة او راكان قداح او عساف الشوبكي او رافع شاهين ..
القنوات الفضائية الان تدار من قبل اشخاص العلاقة بينهم وبين الاعلام كعلاقتي باللغة السنسكريتية …والمصيبة تشهد القنوات تراجعا فضائحيا …ولا احد هنا.
ان الذي يحدث الان افقد الاردن مصداقيته امام الجميع فالبعض لا سيرة له الا الفساد وهو فاسد من راسه حتى اخمص قدمية ..والبعض يتحدث عن الاقلام الماجورة .وهو مرتشي من راسه حتى النخاع الشوكي والبعض يتحدث عن القومية والعربية وهو غارق في الرذيلة وفقط يتغطى بالوطنية.
والذي نراه افقد الاعلام رمزيته ومصداقيته فالصدق ضاع في غابة الاكاذيب والمهنة اصبحت مجرد تكسب وطعن بالبعض وما اكثر السحيجة.
لست منتتقدا بل انني اتكلم بواقع مرير نتاج تجربة اعيشها فالصراعات على المكاسب باتت علنا .والتحريض على الاشخاص بات اكثر من علنا واغتيال الشخصية بات اكثر والمصيبة فيمن يقدمون الدعم لهؤلاء ليس لانهم على قناعة ..بل مكافاة شر وهذا هو المقتل ..فالثقة حتى بالقانون باتت ضعيفة.
الدولة الاردنية باتت مطالبة الان باغلاق افواه البعض فهم يتكسبون على مصائب الوطن .. ويتلذذون بجراحه والبعض الاخر بات يتاجر بالموت وبالفقر وبعذابات الناس وعوزهم وامراضهمويقدمون انفسهم على انهم قادة راي ..الله يلعن ابو مارك بصرماي اللي عمل للدب اذان.
مصيبة الدولة الاردنية انها تربي بعض الثعابين والعقارب في جيوبها فتجعلها تكبر واول ما تكبر تلدغ الدولة ..والامثلة كثيرة …افلا تستيقظ دولتنا قبل ان يتسبب البعض بانفلات لا طاقة لنا به.
مصيبة الاعلام في الاردن ان من يتسلمه الان غير قابل للتغير فهم يمسكون زمام الامور لا يريدون جيلا جديدا .. يقتلون المواهب في مهدها ..حتى انهم ربما يعترضون على مقال اكبر من طاقة امكانياتهم وادراكهم واستيعابهم والحجة ان هذا المقال يحمل معاني كبيرة …فان سالتهم لا يجيبون
مصيبة هؤلاء انهم يعتقدون ان لا احد قبلهم ولا احد بعدهم وانهم افهم خلق الله على الارض وفي السماء لا عاجبهم العجب ولا الصيام برجب وبالتالي هم مش عاجبين حد.
مصيبة الاعلام الاردني بالفشل ان من يتسلمه مجالس ادارات لا علاقة لها لها بالاعلام انما مناصبها تاتي من باب الترضية وهذه الترضية عاثت فسادا بكل مؤسساتنا الاعلامية الرسمية.
ومع ذلك فان في اعلامنا مواهب صحفية تمارس الصحافة حق الممارسة لو قدر لها ان تمارس مهنتها كما تريد لا كمان يراد لها لنقلت الاردن اعلاميا الى مواقع الدولة المتقدمة لكن من يقدر لها ذلك.
حين يصبح الاعلام تجارة .ولهو.وليس سلطة وقدرات وقول الحقيقة فعلى الدنيا السلام ..كل الامور تهون الا شيء واحد هو التجارة بالوطنية وبامراض والام الناس والتزلف قربى وعصير الرمان …
يزم يخرب بيت الاعلام والبيت اللي جنب بيت الاعلام والبيت اللي جنب بيت اللي بجنب بيت الاعلام اذا كان بمثل هذه الصفاقة وبمثل ما نراه الان.

شاهد أيضاً

القرعان يكتب : أمام اصحاب الولاية العامة … لمصلحة من السكوت عليهم

كتب ماجد القرعان هرمنا الاخباري-حالة مستغربة وعجيبة في الوسط الإعلامي هي بمثابة لغز لا بل …