أخبار عاجلة

حقيقة إدارة الإجتماعات الملكية مع القبائل والشباب والنخب السياسية.

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
………
اذكر عندما دخلنا بالعسكرية كانت هناك بعض الأمور التي تحصل عند زيارة اي مسؤول عسكري كبير من فئة القادة للأجهزة او المساعدين له او حتى من المدراء الكبار للوحدات العسكرية .

كان طبعا يسبق هذه اللقاءات او الزيارات تحضيرات تتدخل بها الوحدات الإستخباراتية والعملياتية في انتقاء من سيحضر هذه اللقاءات والزيارات أو من سيجلس على طاولة هذا القائد المهم، وماهية المواضيع التي سيتم طرحها من قبل أفراد الوحدة على الزائر ، وبالطبع يجب أن تظهر هناك على الإعلام صور لبعض من المشاهد العفوية والطبيعية عن الزيارة والتي تظهر السعادة والسرور من خلال الحرية في تبادل الأدوار بالحديث مع الزائر ، ولكن يجب ان يكون مجمل الحديث ومضمونه مع الزائر كله يتمحور على ان يتكلم الجالسين والحاضرين عن ميزات وحسنات القائد للوحدة ، وأن الأمور قد تحسنت بالوحدة منذ استلامه لمهامه ، وان الامور بالوحدة على احسن مايرام ، ولا يجوز نهائيا طرح أي موضوع من المواضيع السلبية مهما كان هذا الموضوع ، ولأنها سوف تسيء لقائد الوحدة وللوحدة ،وكما إنهم يقنعونا بأن الحديث عن السلبيات في وحدتنا سوف يؤدي حتما الى حجب الحاجات والمساعدات المهمة التي قد نحتاجها بوحدتنا ، ولأن القائد ومساعدوه قد سبقوا وأن وعدونا بتأمينها كما هو حال القائد السابق الذي كان أيضا قد وعدنا بتأمينها وحلها ولكنها كلها لم تحل وكانت هباء منثورا ، ويجب علينا ان نظهر حالة من المعنويات العالية في وحدتنا وأنها تزداد على نحو لم يسبق له مثيل مع هذا القائد ، وأننا دائما بخير ولا يوجد ما نحتاجه إلا ان يدام الرضى على وحدتنا وقيادتها المعصومة عن أيّة اخطاء .

كذلك أذكر انه كانت هناك عادة إجراءات تسبق الزيارة تتخذ بحق الأشخاص الذين قد يتخوف منهم بأنهم سوف يتكلمون عن حال الوحدة الحقيقية ، من ظلم وإقليمية ونقص بالمعدات ، وغياب للعدالة في توزيع المكافآت والإجازات ، او ان المعنويات بالوحدة بأدنى مستوياتها ، وأنها لا تستطيع الصمود في وجه التحديات لمدة ساعة واحدة على الأقل ، وكذلك قد يكشف هؤلاء المستبعدون أن هناك آليات ومعدات غير صالحة للعمل الميداني ومهترئة من الصدأ ، ولا يوجد خطط للصيانة لكل الأمور اللوجستية او البنية التحتية ، ولأن هؤلاء المستبعدون قد يشعرون الزائر بأن هذه الوحدة على وشك الانهيار الكلي بأي لحظة كانت ، ولأنهم قد يظهرون كذب وغش وخداع حاشية قائد الوحدة ويسعون لبقاء هذه الوحدة الصغيرة وعدم شطبها والذي قد يؤدي مستقبلا الى شطبهم هم وقائدهم نتيجة فشلهم وفشل ادارتهم لهذه الوحدة .

ان هؤلاء الأشخاص الذين يمكن ان يشرحوا حقيقة الوحدة وحقيقة معنويات افرادها وكل تفاصيلها المؤلمة ، يتم تغييبهم واستبعادهم بعدة طرق ،،،فمن هذه الطرق مثلا أن يتم منحهم إجازات خارج الوحدة او تكليفهم بمهام خارجية او حتى حبسهم بالثكنات او بالنظارات وأماكن الحجز المؤقته وقت الزيارة ، لكي لا يظهروا ولا يتكلموا عن حقيقة الوضع داخل الوحدة .

إن اجتماعات جلالة الملك مع شعبه سواء كانت مع التجمعات الشبابية او العشائرية أو النخب السياسية تتم كلها من قبل الديوان الملكي بنفس الطريقة التي تتم بها التحضيرات للزيارات على الوحدات العسكرية الصغيرة ، فالاشخاص الذين يملكون الجرأة بالكلمة والتحدث عن حقيقة الواقع الذي نعيشه نتيجة فشل هذه الحكومة والحكومات المتعاقبة لا يتم دعوتهم ، وإن المدعوين الذين يجلبون لحضور الإجتماعات مع الملك كثيرا منهم يكونون كمبارس لزيادة العدد كما في حفلات الأغاني والمسرحيات ، وأما الباقي من الحضور الذين سيكونون من المتحدثين ، يجب عليهم ان يقدموا كلماتهم ومطالبهم مسبقا ليتم تدقيقها وتمحيصها حتى يتم اعتمادها واعتمادهم كمتحدثين ، واذا صار أن شعروا بأن بعضا من هذه الكلمات قد تكون غامضة أو غير مسحجة على الآخر ، فإنه سوف يتم استبعادهم او تغيير كلماتهم ، وذلك لأجل أن يجعلوا جلالة الملك يصل لقناعة ما وأن يتأكد بأن من يصيح من شعبه ويئن على وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي ويتكلم عن انتشار الفقر والظلم وغياب العدالة و انتشار الفساد الكبير والصغير في مؤسسات الحكومة ، فهؤلاء يجب أن يقتنع جلالة الملك بأنهم إما مجانين او مرضى نفسيون او متفلسفون شكاكون متذمرون لا يحبونه ولا حتى ينتمون للوطن ، واحيانا يوصلون لجلالة الملك بأنهم ينفذون أجندة خارجية ترمي الى الإساءة لجلالتة وللوطن والشعب الأردني .

كنت أتمنى ان يطلب جلالة الملك من حاشيتة التي عادة لا تنصحه بالخير ولا تدله عليه ، أتمنى على جلالة الملك والأماني تعتبر ضربا من ضروب المستحيل ، أن يجتمع بمن يطلقون عليهم بمحور المعارضة الوطنية والذين حقيقتهم أنهم لا يقبلون ان يزاود عليهم احد بالولاء والانتماء للوطن والقيادة ، هؤلاء هم الذين يصيحون ويعبرون عن حقيقة هموم الناس ومشاعرهم ، هؤلاء ليسوا من اصحاب الأجندات الخاصة الذين يبحثون عن طريق العودة للسلطة لهم أو لأبناءهم وانسباءهم الذين لا زالون يعملون بمواقع مهمة بمراكز الدولة ويتقاضون الرواتب الخيالية والفلكية من السلطة ، فهؤلاء متكسبون متنفعون لا يمكن لهم ان يعرفوا حقيقة الحال ، وحتى لو افترضنا أنهم قد عرفوه ، فهم لا يمكن ان يبوحوا به خوفا على غضب حاشية جلالة الملك وحكومته المتكسبة من وجودهم والذين دائما يضعون الغيوم السوداء والتي تعمل جهدها لحجب الرؤية عن جلالة الملك لحقيقة الواقع في الوطن الذي نحس به ولا نحيى فيه.

خلوا بيننا وبين جلالة الملك وسوف نكون الناصحون الأمينون عليه اكثر منكم يا من تسعون لدمار الوطن وغش الملك وخداعه .

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …