أخبار عاجلة

عمان تغرق على مين الحق ؟؟ .. بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

على مدار ثلاث سنوات ونحن نحلل ونبحث في اسباب غرق عمان وخصوصا عند تعرض المملكة لأي منخفض جوي يكون مصنف من الدرجة الثانية او الثالثة .
وتكون العادة دائما وقبل اقتراب اي منخفض جوي تحذر منه الأرصاد الجوية ، يكون هناك عادة تصريحات للأمانة والبلديات بإعلان حالة الطواريء ذات الألوان الأصفر والأحمر .

وأثناء مرور المنخفض بطريقه على المملكة تتكرر المشاهد والوقائع كالعادة ، فمثلا تغرق شوارع وسط البلد وانفاق الدوار السابع والواحة والرابع ، وتغرق كل المنازل القابعة في اسفل العمارات والتي تكون قريبة من المناهل التي تم الإعلان عن صيانتها وصيانة انقاقها .
ثم تظهر علينا اثناء المنخفض وبعد مروره مشاهد وفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي وبعض المحطات الاعلامية الخاصة وليس العامة ان هناك ضحايا وخسائر مادية وبشرية نتجت عن هذا المنخفض .

ثم بعد ذلك يأتي الإعلام الرسمي ويطلق تصريحات المسؤولين بالأمانة والحكومة بأن كمية هطول الأمطار مقارنة بالمعدل الزمني للهطول تفوق نسبة الاستيعاب ، وان جغرافية عمان هي السبب وأنهم بريئون ولا يوجد عليهم اي مسؤولية وانهم حذروا الناس من نتائج هذا المنخفض .
ثم بعد ذلك تظهر ردود الأفعال من عامة الشعب بمواقع التواصل الإجتماعي على المقصرين بواجبهم وعلى الموظفين المكلفين بالتعامل مع هذه الحالة .
ثم يأتي حكم الشعب على المقصرين بأنهم يجب ان يحاكموا او يعزلوا من مناصبهم ، ولكن بعد ذلك تعلن الحكومة بعد اتخاذها لقرارات عن تشكيل لجان مهمتها تقصى الحقائق وتحديد المسؤوليات عن الخسائر المادية والمعنوية ، فتقوم الحكومة بعزل المسؤولين لمدة شهر او شهرين ثم تعيد تعيينهم سفراء للأردن بالخارج او رؤوساء مجالس ادارات لشركات حكومية بحيث يتقاضون فيها رواتب ومميزات افضل من حالهم قبل قدوم المنخفض .
وأخيرا تظهر الحقائق التالية التي يجب على الشعب الاردني ان يستوعبها ويعي حقيقتها ويتعامل معها :

، فمثلا اي مسؤول مهمل ومقصر بواجباته ونتج عن نهجه وسياساته خسائر مادية وبشرية ، لا يجب على الشعب مهاجمته وكشف حقيقته ، وإنما يجب علينا تعظيمه ومدحه لدرجة ان نعيّش ونهتف له ونعلن اننا سنفديه بالمهج والانفس والأموال ، فهذا لن يبقى بموقعه ، وسوف يزال او يتم تلبيسه تهمة مخلة بالامانة والشرف المهني ،وسوف يرفع على رف النسيان من أي مناصب مستقبلية بالحكومة .
وانصح الشعب ايضا في حال أن كان هناك مسؤولا رائعا ومبدعا بعمله ، ويخاف الله ولا يخون ضميره الحيّ بحب الشعب والوطن ،و لكي نضمن بقاءه في موقعه او أن يكون له حصة في المناصب الحكومية ، يجب علينا مهاجمته واتهامه زورا وبهتانا وتخوينة والخروج بمظاهرات شوارعية نطالب فيها برحيله ، فهذا سوف يبقى ولن تتجاوب معنا الحكومة حتى لو خرج الشعب كله للشارع وهتف بطرده وازالته ورحيله .
وانا هنا ومن هذا المبدأ الجديد الذي سوف انتهجه ، فإنني اريد أن اقول لأمين العاصمة ، لقد كنتم رائعين ومافصرتم انتم وكل كوادركم ،، وتعبشوا(يعيش امين العاصمة يعيش يعيش يعيش ) وانني سوف اهتف لكم بالشارع وبمنزلي وعلى التواصل الاجتماعي ،، بالروح بالدم افديكم يا مسؤولين الأمانة والبلديات والأشغال العامة ..
واقترح ان تكون نتائج لجان تقصي الحقائق هي إلصاق التهم بالتقصير الى أغطية المناهل وسراديب الأنفاق التي لم تفتح ابوابها من ذات حالها وخصوصا أن الارصاد الجوية قد حذرت المناهل والانفاق والشوارع والجبال والأودية من حدة وخطورة هذا المنخفض ،،

وهنا اتمنى على امين العاصمة الذي لا ينام ودائما يصل الليل بالنهار ولا يرى اسرته منذ اشهر ، وابواب مكتبه دائما مفتوحة ومشرعة لأي مراجع ، وتلفوناته معممة ويرد على كل الاتصالات الهاتفية ، اتمنى عليه أن يتخذ قرارات من شأنها محاكمة وطرد كل الأغطية للمناهل وهدم كل الجدران النفقية لشبكة المجاري ، وطرح عطاءات جديدة لبناء انفاق وشراء اغطية مناهل تتفاعل مع نشرات الارصاد الجوية تلقائيا واتوماتيكيا ، وأن يتم إرساء هذه العطاءات وتلزيمها للنواب اصحابين شركات المقاولات لانهم هم اكثر الناس اخلاصا ووفاء للوطن والمواطن .

كذلك يجب على الحكومة وأمين العاصمة ان يبحثوا لنا عن مواقع جغرافية جديدة للأردن وشعبة بحيث تكون بعيدة عن غيوم السماء وقريبة من تصاريف المياه للبحار والمحيطات ،وأن تكون مناهلها تنفتح وتتنظف تلقائيا، وأن يتحول الشعب من حالة التذمر والشكوى الى حالة التسحيج والشكر للخاسي والتطقيع والتبخيس النشمي .
لنا الله يا خالي من الذمة والضمير …..

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …