أخبار عاجلة

وزراء وشيوعيون . …… بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي

أذكر أنه في عام 1978 التحق اخي المرحوم حاتم المجالي في جامعة الصداقة بموسكو بالاتحاد السوفييتي سابقا ، وذلك من اجل دراسة الهندسة على حساب الحزب الشيوعي الذي كان ينشط من خلال الشيوعيين الاردنيين الذين كان يخصص لهم كوتا من المقاعد الدراسية في هذه الجامعات .

كان اخي حاتم في كل مرة يأتي إلينا بإجازة يتم حجز جواز سفره من قبل الأجهزة الأمنية بالمطار ، ثم كانوا يطلبونه للتحقيق والادلاء بما يملك من معلومات ، اخي عندما اكتشف أن كل نشاطاته بالجامعة ومع الحزب وداخل غرفته التي ينام بها مع رفيقة كانت تعلم بها الاجهزة الأمنية الأردنية ، عندها قرر حاتم الإنفصال عن الحزب الشيوعي وقطع دراسته بروسيا والتحق بالجامعات السعودية لكي يكمل دراستة بتخصص الهندسة.
وبعد ان قطع علاقته مع الشيوعيون طلبت الأجهزة الأمنية منه ان يقدم إقرارا أو إعترافا خطيا منه بأنه انفصل عن الحزب الشيوعي وفك ارتباطه به نهائيا.
وعندما انهى اخي المرحوم حاتم دراسته بالسعودية وقبل دخوله الى سلاج الجو الملكي الأردني تم استدعاءه من قبل الأجهزة الأمنية حيث اخبروه أنهم وافقوا على انضمامه لسلاح الجو الملكي ولأنه صحح مسيرته ، ثم اخبرني المرحوم حاتم انهم أخبروه أن معظم قيادات الأحزب الشيوعية متعاونون مع الدولة الاردنية ويأخذون رواتب وأنها لا تتخلى عنهم لأنهم مصادر سرية متعاونة لا يمكن كشفهم الا بعد أن يتم انتهاء دراستهم والتحاقهم بالوظائف الحكومية التي تمنع على كل منتسبوا الأحزاب الشيوعية إلا فقط من هؤلاء المصادر والمتعاونون مع الأجهزة الأمنية الاردنية .
وأنا عندما اتطلع الى بعض من الحكومات الاردنية السابقة واللاحقة اجد بعض ممن كانوا يعتبرون أقطاب واعضاء بالاحزاب الشيوعية حيث صاروا وزراء وأمناء عامين وزارات ورؤوساء هيئات مستقلة بالدولة ، بينما غيرهم من رفقائهم بالحزب لو تقدموا لرخصة قيادة سيارة او فتح محل تجاري (ميني ماركت) لاستعصت عليهم هذه الموافقات حتى يطلع الشيب برؤوسهم .

اما وأن رخصة السيارة او العمل بوظيفة عامل وطن لا يمكن لمنتسبوا هذه الاحزاب اليسارية الحصول عليها بينما غيرهم يعينون وزراء وامناء عامين وزارات ، ويأتي هنا السؤال المحير والذي يجب عليكم أن تعرفون إجابته !!!! كيف يكون بعض من هؤلاء الرفقاء وزراء وأمناء ومدراء بالحكومة وأجهزة الدولة وغيرهم لا يحصل على وظيفة عامل وطن ؟؟؟؟؟؟
اذا بحثنا في بعض من هؤلاء الوزراء الشيوعيون او اليساريون والذين استلموا حقائب وزارية تختص بشؤون التنمية السياسية أو وزراء دولة بينما ان هناك الكثير من منتسبي الأحزاب الوطنية الاردنية التي لا يوجد لها امتدادات خارجية ، والذين اعضاءها هم من رفقاء السلاح المتقاعدين او من أبناء الوطن الاحرار الذين لم يكن لهم في سيرة حياتهم بيوم من الأيام اي نوع من الازدواجية بالولاء والإنتماء ، فإننا نرى أن هؤلاء الرفقاء هم المعطل الأول لتقدم مسيرة هذه الأحزاب الوطنية ، وأنهم هم من يجهضون برامج الأحزاب الوطنية والمؤسسين لها ، وكل ذلك يكون ضمن توجهات وارشادات يتلقونها مثلما كانوا يتلقونها عندما كانوا يدرسون بالجامعات التي تسيطر عليها الأحزاب اليسارية الشيوعية .فهؤلاء الرفقاء لا زالوا محسوبين على هذه الأحزاب إضافة الى انهم لا زالوا ينفذون التعليمات الصادرة اليهم من الأجهزة الأمنية .

وحتى نتأكد من صحة ما نقول فلننظر الى تجربة مجالس اللامركزية بالمحافظات وتشريع قوانينها وطريقة التعامل معها من قبلهم ، فها هم هؤلاء الوزراء الرفقاء يجهضون كل المشروعات التي تساعد هذه المجالس المنتخبة لأعضاء اللامركزية بالمحافظات ،ويكون ذلك من خلال زيادة عدد الأعضاء المعينين عن الاعضاء المنتخبين، كذلك يكون الإجهاض من خلال التغول على موازنات مجالس المحافظات المالية ، من أجل افشالهم وجعلهم صورة وهمية فارغة من أي إنجاز او نجاح ، كذلك فإنهم يحرمونهم من أي صلاحيات لهم بمحافظاتهم ، والأدهى والأمر من كل ذلك عندما يتم إستخدامهم واستغلالهم للحصول على منح مالية من دول اوروبية او امريكية من أجل تطوير ادائهم ومهاراتهم من خلال عقد ندوات او ورشات عمل لهم بفنادق البحر الميت، فإنهم يقومون هؤلاء الرفقاء الوزراء بإعطاء تصريحات إعلامية كاذبة بأنهم وجهوا دعوات لهذه المجالس ولكنهم لم يحضرون .

لقد اتصلت معي الاخت نجية الشمايلة عضو مجلس اللامركزية بمحافظة الكرك واكدت لي أن هناك ندوات وورشات تعقد من قبل وزارة التنمية السياسية تستهدف المحافظات الخارجية واطراف العاصمة تمول من خلال هذه المنح الخارجية، لم تتم دعوتهن لأي من هذه المؤتمرات والتي تم إعدادها أصلا لمجالس المحافظات وللعنصر النسائي بالمحافظات واطرافها ، ولكن وزير التنمية السياسية يصرح إعلاميا بأنه تم دعوتهم ولكنهم لم يتجاوبن مع هذه الدعوات .
ولله في خلقه شؤون بوجود وزراء ورفقاء من أحزاب شيوعية ويسارية يسعون لتدمير أحزاب وطنية أردنية أسسها وطنيون أحرار او جنرالات محاربون قدامى خريجون معاهد عسكرية أردنية لم يكن في يوم من الأيام عندهم ازدواجية بالإنتماء والولاء ، ولم يحسبون إلا على الوطن وعلى قائد الوطن.
كل التحية والإحترام لأجهزتنا الأمنية الأردنية التي تحمي الوطن والشعب .

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …