أخبار عاجلة

(كورونا ذات يوم ) .. م. منال الشروف

صغير لايرى بالعين المجردة غوغائي وعشوائي بالاختيار.. عدو مجهول.. يختبىء بين الايادي..وعلى حقائب الانتظار يلتصق بكل سطح..ويسير مع السائرين يمضي وقته وهو يشاهد الملايين.. فرحا بما انجزه من قوة وقهر ابتدا بالصين كنا نظن انها لعبة سياسية او حرب امريكية صينية لن تتعدى حدودهم لم نظن انه يرافق كل شيء كالظل او كاشباح المسااء لكنه لم يؤمن بالحدود فرغم اغلاقها الا انه استغل عدم مرئيته وعبرها مع تجارة اتية..وفي جيب مسافر يشتاق وفي عقود عمل توقع..وربما على غلاف هدية سلام او على باقة ورد لاعتذار حبيب رافق القلم والورق.. ورقص بالافراح…وشارك بمجالس العزاء والاحزان رافق كل الاجسااام .. اصبح يفتك بالكثيرين.. لم توقفه هيبة مناصب ولا خوفا من مشاهير لم يوقفه وقار اعمار بل كان مروعا حتى للطفولة البريئة . لم يكن اي عدو..حتى نعد له السلاح ونحاربه وكأن اسلحة الطيران والبحر والبر وقفت ترفع رايات بيضاء امامه جبروته هل في قرارة نفسه يخبرنا ان السلاح صنع لنقتل بعضنا بعضا … لقد دخل علينا معصوب الاعين لا يرى ماذا يفعل بنا..لم يفرق بين الوان واجناس ولا بين طوائف..ولا بين عمران وخراب كان كالذي يدور وينثر نفسه ويبذر شره في حقول الانسانية كانت اللحظة الاولى التي اشاهد فيها العالم قد تساوى بالمصاب اصابات ووفيات وحزن وشفاء تنهيدات تصل للسماااء…وايادي تتضرع بالدعاء مدن كانها الاشباح خلت من المارة ومن زحمة الطريق…خلت من طوابير الصباح ورائحة المقاهي وضجيج الاسواق ومناكفات حافلات النقل..ومن صوت اطفال يلعبون..ومن هتافات الجيران حول مباراة يشجعونها. حتى تغريد العصفور كان حزينا ومآذن المساجد تبكي واجراس الكنائس تئن.. واشاعات مغرضة وحالات هلع مبررة وغير مبررة يا لهذه الارض وضعف هذا الانساان فيروس صغير لا يراه يقتل دون احساس يقتل دون ذنب قد ارتكب. اي قوة امتلكها ذلك الفيروس الخبيث الجبان فالفارس لا يقتل بالخفاء وكأن الارض اصبحت النمرود الذي قتلته بعوضة رغم كل شيء فقد اعطانا درسا لن تنساه البشرية على مر العقود وسيسجل التاريخ تلك اللحظات التي تكاثفت جهود العالم ووقفت في خندق واحد وكأن البشرية اصبح الانسان ليس عدوا للانسان بل حرب تخاض بين البشر والفيروس هذا الدرس القاسي شحذ الهمم واخرج الشهامة والمرؤة من جديد وادركنا مسؤولياتنا بفهم ما يتطلبه الظرف فتظافرت جهود الجندي والطبيب والمعلم والطالب والضيف والمضيف وسيبقى وطني شامخا عزيزا وصوت الحياة سيدق من جديد

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …