موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – : هاشم الخالدي
منذ ايام وانا اتابع كل صغيرة و كبيرة فيما يتعلق بالمداهمات الضريبية التي تقوم بها دائرة مكافحة التهرب الضريبي التابعه لدائرة ضريبة الدخل والمبيعات والتي بلغت حسب المعلومات الأولية أكثر من (500) حملة منها (10) حملات تمت بمرافقة أمنية مسلحة.
في هذه العجالة، لن اتطرق لطبيعة تلك المداهمات و الاشخاص الذين تمت مداهمة مكاتبهم و الحجز على أموالهم المنقولة و غير المنقولة فلهذا الباب حديث يطول وتفاصيل سأذكرها لاحقا .
ما لفت انتباهي واستيائي في ذات الوقت هو ما بدأت استشعره من هجوم مبرمج أو ربما عفوي من البعض باتهام موظفي الضريبة بالرشوة و التواطئ مع بعض المكلفين لشطب ملايين من المبالغ المتحققة عليهم كضريبة و هذا ان حصل فهو من الأمور النادرة التي تحقق فيها المحاكم مع بعض الموظفين منذ سنوات ، و اعتقد ان قراراً سيصدر قريبا ببراءتهم أو ادانتهم ولكن بكل الأحوال لا يجوز أن يتعمد البعض اسقاط ما حصل مع مدير ضريبة سابق، قام بإعفاء شركة من ملايين مطلوبة منها، ويتم التحقيق معه في مكافحة الفساد ليصل هذا الاتهام لكافة موظفي الضريبة واتهامهم “قلم قايم” بأنهم مرتشون او “قبيضه” فهذا الامر معيب ولا يجوز .
دعونا ننظر الى نصف الكأس المليء ونسجل لموظفي الضريبة نزاهتهم و رفض غالبيتهم قبول رشاوى بعشرات الآلاف مقابل غض النظر عن المبالغ الهائلة المترتبة على رجال أعمال اعتقد هؤلاء “ذات هزيع من ليل” انهم يستطيعون استمالة اي موظف ضريبة بالمال، فهذا لم يحصل ابداً، وإذا كان قد حصل فهي “نوادر و شواذ” لايجوز تعميمها على كافة الموظفين.
للأمانة .. دعوني اكتب في العمق وأزجي تحية لكافة موظفي الضريبة فهؤلاء يتعرضون يوميا لضغوط مالية و تلميحات بالرشوة لها أول وليس لها آخر، لذلك فإن إصرارهم على تطبيق القانون و رفض الرشوة يجب أن يكون محل تقدير و احترام لا أن تنقلب الأمور، لتعمد بعض الأقلام لتشويه هذا المشهد الجمالي النابع من التربية الصالحة لمعظم موظفي الضريبة.
من المهم و المفروض أن نقوم بأمرين لإنصاف موظفي الضريبة الملتزمين بتطبيق القانون من خلال تحفيزهم ماليا – هذا اولاً و أما ثانياً، إمكانية تعديل قانون الضريبة بحيث يتم تغليظ العقوبة على مقدم الرشوة لأي موظف من موظفي ضريبة الدخل لأن هذا الأمر يدخل في مجال “الجريمة الاقتصادية” التي تحرم خزينة الدولة من أهم رافد من الروافد المالية للخزينة، و اعتقد أن خزينة الدولة الآن ما بعد كورونا هي بأمس الحاجة لأموال تلك الضرائب.
أكرر … ليس في مصلحة الدولة و الحكومة ولا أي جهة كانت السكوت على ما يجري من تلميحات و تصريحات يطلقها البعض لمحاولة الصاق تهمة الرشوة لموظفي الضريبة .. إحذروا
