أخبار عاجلة

د. بسام روبين يكتب… حان وقت الحساب !!!

هرمنا – كل بدايه نهايه واطول رحله تبدأ بخطوه والله يحدث بعد العسر ميسرة وها هي محاربة الفساد تبدأ بتكنيس المفسدين من أعلى لأسفل ويبدو ان الدوله جاده فعلا في هذا السياق ولم يعد امامها اي هامش للتراجع حتى ان الاردنيون باتوا يتطلعون في كل صباح للتعرف على مزيد من الاسماء والاجراءات ومن الواضح ان الدوله لديها خطه دقيقة المعالم لتطهير الاردن من الفاسدين مبنيه على تقدير موقف اصلاحي ربما فرضه وباء كورونا على الساحه بالرغم من وجود عوامل اجبرت الدوله نحو البطء في الاجراءات بسبب جيوب المقاومه القديمه كتلك الهاله الاعلاميه التي احاطت بالفاسدين خلال سنوات طويله ونجحت الى حد كبير في ايهام الاخرين بانهم قوه كاسره محصنه لا يمكن الاقتراب منها وانهم فوق القانون ولكن المياه كذبت غطاسها فظهرت حقيقتهم على الساحه الاردنيه متمثلة بردود افعال باهته تكاد لا تذكر وكأن حال الشعب يعبر عن فرحته وسعادته لما يحدث مع المفسدين بل هنالك مطالبات بالاستعجال وتوسيع دوائر التطهير لتطال مزيدا من الحيتان بمختلف احجامهم ممن ابتلعوا الاقتصاد الاردني واستولوا على ثرواته بمساعده من بعض المسؤولين وباساليب غير مشروعه اعتمادا على اساءة استخدام السلطه واستثمارها في ظل غياب الرقابه والمحاسبه وقد كشفت هذه الاجراءات المستحدثه اللثام عن اذرع هؤلاء الفاسدين وكانت المفاجأه الكبرى للشارع وجود بعض المعارضين في الخارج من بين هؤلاء فقد سارعوا لانتقاد هذه الاصلاحات بل حاولوا تضليل الرأي العام بدفاعهم عن بعض الفاسدين لاسباب مختلفه منقلبين على تلك المبادىء الكاذبه التي حاولو بها خداع متابعيهم لبعض الوقت وسأخصص لاحقا مقالا خاصا يلقي الضوء عن كيفية صناعة المعارضه وطرق علاجها وربما ساهم بعض الفاسدين الذين ينتظرون مصيرهم في تمويل تلك الحملات ماليا ومعلوماتيا لمحاولة كبح جماح الدوله في هذا السياق واقترح هنا على كل فاسد ومفسد بأن يقتصروا المسافات ويسارعوا لاعادة ما نهبوه من الخزينه لتبرئة ذممهم مع الدوله واعلان توبتهم وطلب الصفح من الشعب والا فمصيرهم سيحدده ما كسبته ايديهم ويجب ان يكونو على درايه تامه بانهم اضعف من نسيج العنكبوت امام القانون وفي نظر الشرفاء واعتقد بقرب زوال تلك الحقبه السوداء التي كانوا يصولون فيها ويجولون ويرسمون القرارات الظالمه ويغتالون الشخصيات المخلصه حتى تمكنوا مع الوقت من افقار الاردنيين وافساد حياتهم وقد عانى الكثير منا من سموم تلك الفتره السيئه التي جعلت من الصغار كبارا على حساب اصحاب الحقوق والكفاءات والخبرات والمطلوب من الشعب الاردني المتعطش للاصلاح والعداله بالوقوف وقفة واحده لدعم هذا الحراك الرسمي وان يخمدوا كل الاصوات التي تحاول التشويش على هذا المشروع النهضوي وتدافع عن الشياطين لمنح الدوله وليس الحكومه مزيدا من العزم لتحقيق ما نتطلع اليه ونطالب به فالحكومه ممثله ببعض شخوصها هي جزء من المشكله فهي من حقنت القطاعات الاقتصاديه والسياحيه والاستثماريه بوباء الضرائب والبطاله وتعطيل العداله بسلسله من القرارات العشوائيه بينما كانت شعاراتها عندما تحصنت بالرابع غير منسجمه مع قراراتها اللاحقه وما النجاح الاخير في ملف كورونا الا نتاج خبرات وجهود عسكريه وامنيه وطبيه بحته قابلها فشل حكومي في معظم خطط التحفيز الاقتصادي وعدم القدره على علاج تاثيرات كورونا وقد ساءنا ما سمعناه من الرئيس امس باحتمالية اجراء تعديل حكومي ربما يشمل الدفعه الاخيره من الاصدقاء وهذا يعني بقاء مجلس النواب في الوقت الذي ينتظر فيه الاردنيون بشغف رحيل الحكومه والمجلس وهذا ان حصل قد يؤثر سلبا على نجاعة المشروع الاصلاحي ومواجهة صفقة القرن والتهديد الصهيوني المرتقب فالمرحله القادمه ليست بحاجه لهيكلة وزارات كما يعتقد الرئيس بقدر حاجتنا لهيكلة المسؤولين الذين ما زالو يسيئون استخدام السلطه ويتمتعون بحصانات وخصوصا من يجلس منهم في المواقع الحساسه وفتح المجال امام اصحاب الخبره والنزاهه والاقتدار وما يؤكد ذلك ان سيناريو التحفيز الاقتصادي الذي تطرحه الحكومه ما زال متعثرا فبعض الوزراء لا ينسجمون في خططهم مع ابسط بروتوكولات مشاركه القطاعات المختلفة بقدر تركيزهم على الظهور الاعلامي وكأن خطابهم ليس موجها للاردنيين مما دفع بمشاكل المواطنين والقطاعات لمزيد من التعقيد. حمى الله الاردن.

العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …