موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – لقد تركت اعترافات بعض المسؤولين بعدم نزاهة الانتخابات في مرحلة سابقة آثاراً سيئة لدى الناخب والمرشح ،وربما تكون سبباً مباشراً في عزوف بعض الناخبين عن المشاركة في التصويت سيما وان أداء بعض النواب كان ضد المواطن وحقوقه ،وهذا يتطلب من الحكومة تقديم ضمانات عملية بمثابة شروط تعكس نوايا الحكومة في اجراء هذا الاستحقاق الدستوري بشفافية ،وتؤكد اصرارها على حسن سير العملية الانتخابية لاستبدال الصورة السلبية التي تركتها تلك الاعترافات الصادمة ،بهدف اقناع المواطنين بضرورة المشاركة الفاعلة في الانتخابات ،وهذا الاجراء المنتظر لم يتحقق بعد.
وفيما يتعلق بمستوى نزاهة الانتخابات القادمة فإن النزاهة متأصلة ووثيقة الصلة بمباديء الديمقراطية ،وفي غيابها تصبح الديمقراطية عرضة للكثير من التساؤلات ،لذلك لا بد من اجراءات وضمانات تكفل نزاهتها ضمن عوامل من أبرزها حياد أجهزة الدولة المشاركة في العملية الانتخابية ووقوفها على مسافه واحدة من جميع المرشحين منذ بداية تأسيس القوائم ،وحتى لحظة إعلان النتائج ،وهذا العامل المهم يصعب اصدار الاحكام المبكرة عليه ،مالم تنتهي العملية الانتخابية ،وهنالك عامل مهم جدا يحسن من مؤشرات النزاهة ويتعلق بوجوب تكافؤ الفرص بين المرشحين ،وسيكون تاريخ العاشر من أيلول وقتاً مناسباً لبدء تكافئ الفرص عندما يقدم موظفو الدولة الراغبون بالترشح استقالاتهم ،لكي تتساوى الفرص بين المرشحين.
ولدعم مفاهيم النزاهة وتعزيزها ينبغي ايضا حل مجلس الأمة قبل العاشر من أيلول ،فبقاء الأعيان والنواب الراغبين في الترشح وفقا لاستراتيجية مجلس يسلم مجلس ،من شأنها تقويض مفاهيم النزاهة ،وتخفيض مستوياتها لأن التعاميم الرسمية لوحدها مع بقاء المجلس لن تكون مقنعة لا للناخب ولا للمرشح ولا حتى للمراقب ،وربما ندخل في أزمة أخرى بتاريخ السابع والعشرين من أيلول بخصوص مجلس الأعيان ،لأن أعداداً كبيرة قررت خوض الانتخابات من مجلس الامة ،لذلك من الافضل لنا الابتعاد عن الاحلام التي قد تسبب لنا ازعاجات واحراجات ،ونحافظ على مفاهيم النزاهة التي تتحقق بحل المجلس قبل العاشر من ايلول ،فبقاؤه ربما يشكل ضرراً على حسن سير الانتخابات ،وعلى حجم المشاركه فيها ،وعلى صورتها أمام المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية ايضا ،وسيؤثر حتما على النتائج بينما مازالت الفرصة متاحة لتجنب الحرج ،واسكات الاصوات التي تغني وتدعو لتأجيل الانتخابات تحججاً بالظروف الصحية في الوقت الذي ستقام فيه الانتخابات الرئاسية الأمريكية في موعدها مع أن أمريكا تتصدر مشهد الاصابات والوفيات بسبب كورونا ،ونحن وبحمدالله ما زلنا في المنطقة الخضراء بالرغم من التغييرات السلبية الأخيرة.
العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين
