أخبار عاجلة

في السياسة .. د . حازم قشوع

هرمنا – في السياسة ان تكون حيث تود ان تكون فهذا يعد انجازا لان السياسة غالبا ما تضعك حيث يراد لك ان تكون، وفي السياسة لا يوجد عداوة دائمة او صداقة دائمة لكن يوجد مصالح دائمة وفي السياسة ما تراه ظاهرا قلما يكون صادقا لذا لا يتشكل القرار بحسب ما ورد جمل بل بما توافق عليه واصطلح من زاوية المنظور الكامن في العبر، وفي السياسة القيم الانسانية موجودة لكن الاديان معروفة باسم الرسل لكنها حاضرة باسم الامم وتندرج في نهج التعددية الموصولة فالقيم تظهر عند التوافق والاديان تبرز عند التمايز.

وفي السياسة يتم استثمار القيم كالعدالة والمصداقية ذات المنطلقات الانسانية المتوافق عليها عند تقييم من يراد به انصاف ويتم ربطه بالقيم ومن يراد به اجحاف يتم ربطه بالقانون ويتم التقيد بنصوصه هذا لان القيم تبين المستويات النسبية الموصولة بالله والقانون يصمم من زاوية النظر الموضوعة والمناخ المحيط الذي صممه البشر فتكون النتيجة ان تطال القيم الجوانب الايجابية ويطال القانون جوانب الاتهامات النقدية.

في السياسة يتم تعبئة الشواغر بحجم اليد حتى يسهل التحكم والسيطرة فيها ولا يتم ترسيم الوصف الوظيفي لغايات ضبط الجودة لتحقيق النتائج المرجوة وفي السياسة يتم اسقاط الماضي على الحاضر ولا يتم بناء الحاضر ليكون موصولا في المستقبل، وفي السياسة يمكن ان نتعامل بالقانون حسب نصوصه الصارمة او بمقتضى روح القانون المتسامحة فالسياسة قادرة على تغيير زوايا النظر واتجاهات البوصلة وقادرة ان تعنون الخاتمة وتبرز النهاية في البداية هذا لان السياسة تشكل المحتوى وادواته وتخيم اسقطاتها على المشهد ونتائجه.

ولان السياسة تستند للظروف والظروف تغير القانون والبيئة المحيطة وهذا ما يشكل واقعا جديدا تنطلق منه مرة اخرى القيم والمبادئ فالسياسة تعيد التشكيل وتضبط ميزان النشأة فهي تعتمد على الظروف والظروف في حالة تغير دائم فما يمكن ارتداؤه في البحر لا يمكن لبسه فى الجبل لذا كانت السياسة تحمل اسقاطات ظرفية وليست استراتيجية وتزول بالزوال الظرفي وتنتهي عند انتهاء الرحلة وتتغير بتغير اجواء الطقس فالسياسة ثابتها الوحيد متغير.

وفي السياسة يحظر عدم الجهوزية الذاتية، فعدم التحضير الذاتي يقود الى اختراق الحصن ويؤدي الى ضياع الفرص، وهذا ما هو بحاجة دائما الى وجود فريق عمل عامل وفريق عمل بديل وهي ما تنتجه منهجية الديموقراطية التعددية فالرأي يشكل منطوق القرار وبينما يعمل الرأي الاخر على حمايته وصنع البدائل المتغيرة هذا اضافة الى اهمية تشكيل فرق عمل تقوم على خدمة المناخات الموضوعية بطريقة مركزية لتحقيق درجة الاستفادة من المتغير السياسي الذي غالبا ما تقذفه حركة الرياح المتغيرة فالجهوزية السياسية تتشكل من عناصر اشتباك اساسية يمثلها الدرع الضابط الرادع والفعل الوازع الحافز وهذا ما يجعل من السياسة الناجحة تنبثق من استراتيجية عمل احترازية كانت او تقديرية.

لذا يعد وجود الفرق السياسية احد اهم اشتراطات نجاح مناهج الاستثمار في المناخات الموضوعية على ان يأتي ذلك من خلال خطة عمل يتم توظيفها في خدمة المتغير القادم وكما يعد التأهيل السياسي من اهم اشتراطات تحقيق الاهداف والوصول للغايات في البعد الاستراتيجي فبعد الرؤية والرسالة تأتي اهمية وجود فريق عمل متجانس حتى يكون قادرا على توليد درجة الاستجابة لمتغير الاحداث وهو ما يشكل تحديا دائما عند بيت القرار من هنا كانت قراءة المتغير لا تعني القدرة للتعاطي لان ذلك يتطلب استراتيجية جاهزة وفريق عمل يجيد التعامل مع متغير الاحداث وبذات الادوات المستخدمة وهذا ما نحتاجه لقيادة المشهد السياسي القادم.

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …