أخبار عاجلة

قضية النائب “العجارمة” كشفت ضعف “العودات” في إدارة مجلس النواب .. الى اين يتجه المجلس ؟!

هرمنا – طارق خضراوي 
مر مجلس النواب باحداث عصيبة وظروف ضاغطة احرجته امام الرأي العام الذي تابع الحدث الابرز تحت قبة البرلمان والمتمثل بقضية النائب المفصول اسامة العجارمة وما رافق تصويت (108) من زملائه النواب على قرار تجميد عضويته والتي تبعها تقديم استقالته واعلانه عدم العودة عنها حتى صدر يوم الاحد الماضي قرار فصله من المجلس .
وتفاعل المواطنين مع الاحداث التي عصفت بالمجلس كلٌ على طريقته الخاصة فعبر كل منهم عن رأيه ورؤيته ومنظوره للاحداث والتي أجمع كثيرون انها اضعفت مجلس النواب وساهمت بتعكير وتشويه صورته امام المواطنين (الناخبين) ، بالاضافة الى انها تسببت بتوجيه الانتقادات المباشرة وغير المباشرة لرئيس المجلس المحامي عبد المنعم العودات وطريقة واسلوب ادارته وتقديره للاحداث والتي كان من المتوقع ان يتم التعامل معها بتروي وعقلانية واستيعاب النائب العجارمة قبل ان تتفاقم الامور وتصل الى فصله بعد ان تقدم باستقالته بعد قرار تجميد عضويته والتي تبعها تنفيذ الكثير من مؤيديه ومؤازريه احتجاجات في عدة مناطق ومحافظات في المملكة .
ما حدث وضع مجلس النواب ورئاسته على طاولة تقييم المتابعين للشأن المحلي ، وكالعادة قال كثيرون “يرحم ايام المجلس السابق” ليس هذا فحسب بل انه تم استحضار طريقة رؤساء المجالس السابقين في ادارة الجلسات والتعاطي مع الاحداث ومنهم “المهندس عاطف الطراونة ، المحامي عبد الكريم الدغمي ، المهندس سعد هايل السرور ، المرحوم المهندس عبد الهادي المجالي ” ، حيث طفا الى السطح سؤال مفاده لو كان احد رؤساء مجلس النواب السابقين امام هذه القضية فكيف سيتصرف ؟ وهل كان سيتصرف بنفس الطريقة ؟.
وفي الذاكرة البرلمانية لدى الاردنيين مواقف حاضرة لا تنسى سجلها التاريخ فمثلاً الحادثة التي حصلت بين النائب السابق هند الفايز وزميلها المرحوم يحيى السعود والتي اشتهرت بـ”اقعدي يا هند” التي اطلقها السعود  في مواجهة اعتراض زميلته الفايز عندما اراد تقديم مداخلة وكانت الفايز في حالة غضب واحتجاج ورفضت السكوت والتوقف عن الحديث لفتح المجال امام السعود للحديث مما اثار حفيظة النائب السعود ودعاه لاطلاق العبارة المشهورة  والتي وصلت الى الصين ودول اوروبا واصبحت متداولة ، وحادثة اخرى لا زالت في الذاكرة قيام نائب سابق بسحب سلاح ناري على زميله ، كل تلك الاحداث تعتبر كبيرة ولكن الحكمة والاستيعاب والاحتواء كانت الحل امام تلك الاحداث وهنا سؤال اضافي .. اين الحكماء في مجلس النواب التاسع عشر ؟.

ويرى كثيرون ان مجلس النواب قد ضاق صدره ولم يعد يحتمل كلمتين من النواب وهو الامر الذي يحتاج الى اعادة دراسة وتقييم للمشهد البرلماني من قبل اعضاء المجلس نفسهم ،لتصويب المسار والحفاظ على صورة وسمعة وقوة المجلس امام الرأي العام والمواطنين الذي هبوا الى الصناديق لاختيار ممثليهم وها هم اليوم يتابعون الاداء النيابي الذي ضعف داخلياً وخارجياً وما كان لهذا كله ان يحدث لو ان النواب استطاعوا التوصل الى طريقة تفاهم واحتواء للنائب العجارمة والذي طلب منه الاعتذار فاعتذر على طريقته فرفض النواب الاعتذار ولا ندري هل ثأر المجلس من العجارمة وتمسكه برأيه واعتذاره وعدم رضوخه لطلب زملائه النواب بالاعتذار على طريقتهم ؟. 

على مجلس النواب اليوم ان يعيد قراءة نفسه مجدداً واتخاذ الاجراءات والقرارات اللازمة ليكون جاهزاً وحاضراً لخدمة الوطن والمواطنين ومواجهة التحديات والظروف التي تمر بها المملكة بالاضافة الى ضرورة الانتباه ليكون المجلس قادر على تلبية طموحات المواطنين وامالهم .

شاهد أيضاً

ولي العهد يحضر افتتاح اللقاء التفاعلي للبرنامج التنفيذي لتحديث القطاع العام بين عامين

هرمنا الاخباري-سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، اليوم السبت، الجلسة الافتتاحية للقاء التفاعلي …