موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – سأبدأ حديثي في مقالي المتواضع هذا بالأسئلة المباشره ،
ماذا لو تكرر المشهد في أفغانستان في العراق ،،؟؟
ماذا لو أنسحبت القوات الأمريكية من العراق تاركة خلفها كل العملاء والمتعاونين والمترجمين والمستشارين والمتعاقدين معهم بالعمل الأمني والأستخباري واللوجستي ،
هل يعيد حزب البعث العراقي تشكيل نفسه من جديد ويستعيد السلطه بعد سقوط بغداد في عام ٢٠٠٣ ،،؟؟
وهل بقايا التنظيمات الإرهابية ستتبع نفس التكتيك في أفغانستان ،،؟؟
أقول لكم كمراقب المشهد متقارب جداً ، تركيبة ديموغرافيه معقدة جداً في أفغانستان وتركيبة ديموغرافيه معقدة جداً أيضاً في العراق ، هناك أستعادة حركة طالبان السلطة بعد مرور عشرين عاما على إندحارها بالرغم من وجود خلايا نائمة لتنظيمات عديده وتختلف معها في الفكر والأيدولوجيا ، وفي العراق حزب البعث لا يزال أيضاً موجوداً بمسميات مختلفة مع تغير في الأيدولوجيا والفكر ، وبنفس الوقت لا تزال خلايا مسلحة نائمة منتشرة في كل العراق حتى وسط بغداد .
المشهد متشابهه كثيراً والحالة الأفغانية إلا في بعض الفوارق البسيطة ، فحزب البعث بالرغم من إنه كان يملك السلطة ويمتلك كل مقومات الجيش النظامي وبأسلحة متطورة وعقيدة قتالية إلا أنه أنهار إنهيارا صادما صاعقاً لكل الشعوب العربية ، ولم يبد أي مقاومة تليق بجيش كان يتوعد به الأمريكان وحلفائهم ، حتى إنه قصف إسرائيل بتسعة وأربعين صاروخاً وأستقطب الشعوب العربية إلى جانبه ، إلا إنه أثبت إنه نظام وتنظيم مخترق وهش وغير متماسك من الداخل ، أما حركة طالبان فهي تنظيم متماسك جدآ ومحكم وقوي وصاحب فكر وعقيدة قتاليه ونفس طويل ، وقادرة على البقاء كلاعب أساسي في المعادلة الدوليه حتى أخر عنصر من عناصره وحتى إن تقاطعت أحياناً مصالحه مع الأمريكان فهو بكل الأحوال لم يكن ولن يكون أداة أمريكية وهذا ما أثبته خلال العشرين سنة الماضية بمباحثات شاقة وصعبه مع الأمريكان في قطر ، وأتبع سياسية النفس الطويل في مباحثاته ، المختلف إذن بين حركة طالبان وحزب البعث أننا في الأردن قريبون من العراق ونتشارك في الحدود لذلك … أردنياً يجب علينا وضع حسابات أمنية وأستخباراتيه أكثر دقة للمرحلة القادمة وخصوصاً ما نشاهده يومياً من عمليات تسلل من الجانب السوري الذي نتشارك معه في الحدود والتي تمتد ل ٣٧٥ كم .
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
٢٦/٨/٢٠٢٢
