أخبار عاجلة

الاقتصاد الإبداعي — د.حازم قشوع

هرمنا– يتخلص الاقتصاد الابداعي بتطوير الفكر الابداعية الى فكرة تجارية فيما تعمل المنظومة المنهجية لهذا المسار الاقتصاد على التقاط الافكار الابداعية وتسجيل محتواها ووضعها ضمن المجالات التى تتلاءم مع طبيعة هذه الفكرة الابداعية بحيث يتم نحويل هذه الفكرة الى قصة نجاح وتوظيف المحتوى المراد تقديمه او ابراز هوية العلامة الفارقة التى يراد تعميدها وهو ما فعله ستيفن جوبز مالك علامة ابل عندما ميزها بقصة وسيناريو جعلت من ابل تصبح عنوانا للرفاهية والثقة بين العلامات التجارية الاخرى على الرغم من واسع قدرة منافسيها العلمية والتجارية فى هذا المجال لكن ستيفن جوبز ولد حالة ابداع فى قصة عبر المحتوى التجارى لابل.

قصة الاستثمار بالابداع هذه يمكن ان تراها بمصر من خلال الصناعة السينمائية والحركة الفنية فى القاهرة حيث خلقت نجوما وخلقت بيئة جعلت مصر مركز الثقافة العربية احد اهم معالم الثقافة العالمية كما الهند التى شكلت الحركة الفنية فيها نقطة ابداع واستثمار واخذت تنشأ مدن على حساب القائمين على الحركة الفنية هنالك حيث قامت بوليود وابطالها بانشاء 30 مدينة جديدة من عوائد الاقتصاد الابداعى كما شكلت الولايات المتحدة ايضا نموذجا رائعا بهذا المجال عبر هوليود التى جرى تعميمها واصبح القائمون على الحركة الفنية من ابرز الداعمين للنشاطات السياسية وبرامج الانسانية والاجتماعية وهى العواصم الثلاث المتربعة على عرش الحركة الفنية العالمية فان الصناعة الفنية بهذه الدول خلقت محيطا من النجاحات فيه تشابك بين عوامل مشاركة وعناصر متداخلة لمئات المهن المباشرة والمتممة فى كل مجالات وهو ما جعل منها رافدا اساسيا للحركة الاقتصادية وادى الى توطين نماذج من الاقتصاد الابداعى عندما شكل الاستثمار بالابداع حجر زاوية يضيف اضافة نوعية للحركة الاقتصادية بشكل عام.

الاسبان كان لهم نموذج اخر فى الاستثمار بالاقتصاد الابداعي عندما حولوا نقطة صدام وخلاف بين منهجين متضادين الى قصة ابداعية جعلت من اسبانيا علامة مميزة فى متن الاقتصاد الابداعي عندما قاموا بتحويل الصراع الانفصالي فى الداخل الاسباني الى مناخات تنافسية ايجابية واخذ لقاء القطبين الملكية فى معقلها مدريد والجمهورية فى موطنها كاتالونيا تشكل حالة تنافسية ابداعية جعلت من اسبانيا تصبح عاصمة اقطاب العالم الكروية على الرغم ان مركزها فى الاساس كان فى انجلترا وهذا ما ادى الى جعل الاقتصاد الاسباني يحقق عوائد كبيرة وفى قطاعات مختلفة وكما اخذت السياحية الرياضية تستقطب رواد اكثر من السياحة الترويحية على الرغم من امتلاك اسبانيا لاطول شواطىء سياحية واكثرها ريادة.

الاردن الذى يمتلك الجغرافيا المتنوعة فى العقبة ووادى رم والبترا كما فى ضانا وعجلون والبحر الميت وعمان ويمتلك الاردن الكفاءات فى شتى المجالات العلمية والرياضية والثقافية مع ذلك ما زلنا (نقطة تصدير ولم نشكل مركز توطين) والسبب المباشر يعود للبيئة غير المؤهلة فهل نلتقط المحاولات الملكية التى عملت على جذب السينما العالمية وتوطينها مثلا بانشاء مدينة للصناعة السنمائية او نقوم بتوطين علامة فارقة علمية او معرفية او حتى رياضية فان الاستثمار بالموارد البشرية بحاجة الى برامج عمل تكون قادرة على الاستثمار فى الابداع واعتماده كرافعة اقتصادية كما الزراعة والصناعة وغيرها من روافد المسارات الاقتصادية فان كل ما يحتاجه الابداع هو بيئة ملائمة فيها قوانين محفزة وعوامل داعمة ومستثمرة فى هذا القطاع بحيث تستثمر فيها الارادة الملكية بشكل ملائم فى تشكيل نموذج كامل لولادة حالة للاقتصاد الابداعي.

شاهد أيضاً

بنك الإسكان الراعي الفضي لمؤتمر سنابل الإقليمي السادس عشر للتمويل الأصغر

هرمنا الاخباري-قدم بنك الإسكان رعايته الفضية لمؤتمر سنابل الإقليمي السادس عشر للتمويل الأصغر، الذي أقيم …