أخبار عاجلة

متى ينتهي الاستبداد السياسي في ديارنا العربية !… الدكتور زيد احمد المحيسن

هرمنا – سئل ارسطو يوما من يصنع الطغاة ؟ فرد قائلا ضعف المظلومين .الانظمة الشمولية في العالم تحمل فنائها في داخلها ، لهذا لانبالغ اذا قلنا ان معظم الانظمة والاحزاب السياسية الشمولية في بلادنا العربية كانت السبب المباشر في جلب المصائب والمأسي لنا .. فالاقصاء والسجن والاغتيالات والقتل في المهجر والتهجير القسري مصير كل من يحاول ان يقول – لا – لسياستها حتى ولو في المجال الرياضي والترفيهي، وحتى لو كان هذا الشخص من اخلص الناس قولا وفعلا لهذه الانظمة.لهذا فالانظمة الشمولية لا تؤمن بالراي الاخر ولا بالتعددية ولا بتداول السلمي للسلطة، فهي تريد حكم البلاد والعباد “من المهد الى اللحد”– بالقوة لا بالمنطق وكائن الشعب ليس هو المكون الاساسي في الدولة وليس له علاقة في اختيار من يمثله وطبيعة النظام الذي يرتاح له لهذا فان الانظمة العربية الشمولية واحادية النظرة والتفكير والسلوك والممارسة فرخت الارهاب والتطرف في بلدنها هذه الانظمة التي ثبت مع الايام مدى هشاشتها وخوائها اثناء موجة الربيع العربي التي اندلعت في منطقتنا العربية – تطالب بالحرية والكرامة ورغيف الخبر لقد ثبت بالوجه الشرعي ان هذه الهيمنة الشمولية ما عادت تستطيع التدليس والعيش في ظل التحولات المحلية والدولية وفي ظل الانفتاح الفكري والمفاهيمي العالمي لمنظومة الحقوق والحريات العالمي وفي ظل التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال والتواصل الالكتروني والاجتماعي الاممي على ثورة المفاهيم الحديثه واليات فرضها بقوة المعاهدات والدولار والقروض والمنح الخارجية من حقوق المرأة والطفل والانسان وحرية التعبير وحرية الصحافة والاعلام العابر للقارات والاوطان والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية حتى اصبحت بعض منظمات المجتمع المدني تعطل برامج المساعدات لبعض الدول نتيجة لممارسات خاطئة ضد الانسان .ان وجود ثقافة المعارضة لسياسات الحكومات وفي اطار الدولة الوطنية هو اثراء للمشهد السياسي الوطني والعالمي، وهو قوة للانظمة التي تثق في نفسها و قدرتها على ادارة شؤون الدولة وقضايا الشأن العام – فوجود المعارضة مظهر صحي وطبيعي فطري – الم يقلها ابليس لرب العباد عندما طلب منه ان يسجد لادم قال- انا غير ساجد !!! في الانظمة الديمقراطية المعارضة اساس بل هو ضرورة لاستكمال العملية السياسية ولا تكتمل العملية السياسية دون وجود قطب المعارضة من اجل تحريك الفعل السياسي والمنافسة الشريفة لاثراء المشهد العام برامج وخدمات وقبل هذا وذلك تصويب الاخطاء وتنمية المجتمعات اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ورفاهة الانسان الذي هو الاس والمقام في البرامج السياسية والتنموية .لقد علمتنا الحياة بان مادة الحياة لا تكتمل الا بالثنائية المختلفة : الرجل والمرأة – السالب والموجب – الزائد والناقص – الليل والنهار –فاذا كان الكون المشهود لايسير الا بالثنائية، فلماذا يعطل بعض البشر سنة هذا الوجود !؟ لما نحن البشر نعطلها ونعمل عل قمعها واستئصالها من جذورها من الوجود !؟ اليس هذا هو الخسران المبين !لقد رسخت الانظمة الشمولية في بلادنا العربية ثقافة الاحادية في كل شىء لهذا تكرست في داخل مجتمعاتنا نزعة الروح الانفصالية – القبلية والعرقية والدينية والطائفية والمذهبية، فاصبحنا اسوأ امة اخرجت للناس ، نعيش في ذيل القافة وعلى فتات الغرب من الغذاء والدواء والصناعة .. شعوب تعرف كيف تستهلك كل شىء ولا تساعد في عملية الانتاج بل هي عالة على المشهد الحضاري والانساني العالمي جراء حكم الطغاة لبلادنا العربية وتفردهم في اتخاذ القراروعدم تلبيتهم لنداءات الشعب وانبطاحهم للأملاءات الخارجية .ان حكم الفرد والثقافة الشمولية انهكت البلاد والعباد، لهذا علينا الان افراد وجماعات النضال السلمي تجاة بناء الثقافة التعددية في اطار وحدة الاوطان .. مدارسنا جامعاتنا دور العبادة مساجدنا كنائسنا عليها العمل لتعزيز ثقافة المعارضة واحترام الراي الاخر من خلال الحوار من اجل بناء ثقافة جديدة تؤمن بالعمل والانتاج والابتكار والابداع، وتؤمن بالراي الاخرتؤمن بان المعارض هي جزء اصيل في حياتنا اليومية وليس مجرد عمل طارىء على الفعل السياسي.. نهج الديمقراطية والاعتدال لبلورة صورة جديدة للنظام السياسي العربي يخرج من بين صلب المعاناة والنضال السلمي الى الحياة اكثر قوة واكثر نضوجا، ولنكبر اربع تكبيرات على الانظمة الشمولية وثقافتها واصحابها بعد اليوم، ولنرفع شعار : المعارضة ضرورة انسانية فطرية و كقيمة سياسية ديمقراطية لاجل تقويم الاداء والتاشير على عمل الحكومات فيما اذا اخفقت او انحرفت بوصلتها عن جادة الصواب .. لهذا فالمعارضة في حياتنا ضرورة حتمية وليست ترفا سياسيا وليست من اجل اذكاء الصراع، بل هي تنافس وطني شريف لخدمة الصالح العام ومن اجل تحقيق كرامة وحرية للانسان في وطنه واستقرار دائم لأوطاننا العربية .

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …