موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – خلدون زبدون الازايدة
بالأمس القريب بعدما لم تردي على هاتفي واتصالاتي واتصال امك واخوتك وفي طريقي إلى مستشفى البشير بالعاصمة عمان بعد سماعي بوقوع حادث سير بمرج الحمام وخروجي من مادبا لأول مرة كنت أرى الطريق طويلة جدا وموحشة جدا رأيتها كبعدي عن العقبة بل اكثر شاهدت أسوء حالاتي بدأت أشعر باني كلما إقتربت من تلك المستشفى ادعو يا رب لا تفجعني بعزيزتي وروحي ” منال ابنة الأردن”. يا بنيتي ما زلت اذهب الى الحافلة التي تقلك الي عملك صباحا الساعة ٦.٤٥ ونفس الحافلة المضروبة من الامام من جهة السائق .تقولي لي يابابا ما يلتزموا بالوقت وكنت تتأخري مرات ومرات واوصلك الي عملك وفي مرات باللحظات الأخيرة لاوصلك فياتي وتفرحي يا بنيتي عشان ما تتأخري على عملك الذي احببتة .يا بنيتي سأقول لك ما عمل اقرانك من عملك بمستشفى المقاصد وكليتك التي تخرجتي منها ومدرستك خولة بنت الازور والجهات التي كنت ناشطة فيها مؤسسة شباب ٤٢ وغيرهم ممن عملتي معهم طوقوا عنقي بدين كبير بكلماتهم الطيبة عنك يا حبيبتي .والله لم اتفاجأ بهذا الكم من الاحترام لك بدخولك لكل بيت في الأردن والوطن العربي والترحم عليكي يا حبيبتي ويا روحي . ولكني سأخبرك بما عمل اخواكي ” علاء ولؤي” التفاصيل كثيرة لكنهم رفعوا رؤوسهم بك وبسمعتك العطرة الطيبة ما زلنا يا بنيتي نستقبل المعزيين واخوانك واقفين كالجبل تارة يهدؤن من روعي وتارة أخرى يهدؤون من روع امك أعانها الله على فقدانك . كانوا كالبلسم لي يعزوني ويعزون أنفسهم وكانوا يرشدوني وأأخذ برأيهم وكان صواب مرات عديدة بسبب انني لم أكن اقدر بعض المواقف فيقفون معي بها .وصلت مستشفى البشير ابحث عنك بين أقسامه وبين مرضاه ولكن ما ان قالوا لي هناك بنت في الطب الشرعي لتتعرفوا عليها دعيت يا رب لا تفجعني بها حبيبتي يا رب لا تفجعني بمنال يا رب لا توجعني يا الله.ولكن ما ان وصلت وامك واخوانك واعمامك واخوالك وأصدقائي ممن وصلوا للمستشفى وهم يعلمون بوفاتك حبيبتي ولم يقولوا لي ولم يعلموني بخبر وفاتك يا روحي نامي وارتاحي ياقلبي. اليوم ومنذ ان ذهبت بك واوصلتك إلى الا عودة لم ترافقيني صباحا وحين عودتك من عملك منذ ايام يا بنيتي لم أعد أشعر بطعم الحياة ولم أشعر بشي أشعر كأنني بحلم من الممكن أن اصحوا منه . ما زلت يا بنيتي احضر لك الأشياء الزاكية لك واخوانك صباحا والشيبس الذي تحبين ذكرك الطيب اراحني ولو قليلا وسمعتك المعطرة رفعتي رأسي في حياتك وبمماتك ولكن كان طريق الموت أسرع من كل أحلامك .تعرفين يا بنيتي ما زالت خزانتك وسريرك الذي تحبين بمكانه ارح نفسي عليه منذ ايام منذ غادرتي الدنيا .
يتبع ..
