موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – اذكر أنني عندما كنت ضابطا بمديرية شرطة إربد وكان وقتها أنذاك المدير هو المرحوم بإذن الله اللواء عبدالله الهباهبة صاحب الخبرة والخلق والدين ، عليه رحمة الله ورضوانه ، كنا عادة بالمساءً نجلس نحن الضباط الذين يعملون في المديرية في النادي حيث نتسامر على التلفزيون أو نلعب ورق الشدّة.
كانت وقتها لعبة البناكل و الهَند هي الدارجة ، وهي التي لا تحتاج إلى أربعة لعيبة بينما لعبة الطرنيب فكانت حديثة ولا يمكن أن تكون إلا بأربعة لاعبين .
ففي مساء أحد الأيام حضر كل من محافظ اربد المرحوم بإذن الله فايز العبادي إلى النادي ومعه مدير الشرطة المرحوم عبدالله باشا الهباهبة وكنت أنا وقتها ملازم ١ (نجمتين على الكتف ) جالسا بالنادي ومعي ملازم ٢ (نجمة واحدة) من طويلي الخدمة والذين تدرجوا بالرتبة من مرحلة شرطي إلى ضابط .
أراد المحافظ ومدير الشرطة أن يلعبوا لعبة الطرنيب فسألوني أنا والضابط الذي يجلس معي إن كنا نعرف نلعب هذه اللعبة ، فأجبناهم بأننا نعرفها ، وجلسنا اربعتنا نلعب حيث تشاركت أنا مع الضابط كفريق والمحافظ ومدير الشرطة فريق ثاني .
وأثناء مجريات اللعبة قام مدير الشرطة بلعب ورقة القص على الأرضية فقام الملازم بطرنبة قص المدير( بالدو…رقم اثنين ) من خلال حركة استعراضية وفيها نوع من التحدي وكأنه قطع رأس غليص، وبعد انتهاء اللعبة وعند عد الورق قام الضابط بطلب العدّ من المحافظ ومدير الشرطة على العلن والمكشوف .
عندها ضحك كل من المرحوم عبدالله باشا الهباهبة والمرحوم فايز العبادي بضحكاتهما التي لم ولن أنساها ما حييت ، وقال المرحوم عبدالله باشا للضابط : يا إبني انت لو انك بتلعب مع واحد غيري لكان كتاب نقلك غدا على وحدات البادية في أخر ما عمّر الله ، يا إبني ما حكولك أن الي بطرنب قص المدير ما بيطول بالخدمة وبيتغلّب فيها ، يا إبني عمرك ما تحاول تطرنب قص المدير ، ولا عمرك تتهم أو تشكك بنزاهة المدير إلا إذا كنت مدعوم أو مسنود من الأعلى من المدير .
وها نحن لا نستطيع أن نطرنب حِكَم وتصريحات أصحاب الدولة السابقين والحاليين ، ولا نستطيع أن نطرنب رئيسا مجلسا النواب والأعيان وأعضائهما ، كما أننا لا نستطيع أن نطرنب أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة ، لأن بقائهم في مراكزهم لا يعتمد على ادائهم أو انجازاتهم وإنما على من اختارهم ووضعهم في هذه المناصب ..
وأخيرا فإنني أنصحكم لا بل أحذركم بأن لا تطرنبوا قص المدير إلا إذا كنتم اقوى منهم .
