أخبار عاجلة

الإرادة المسلوبة في الإنضمام للأحزاب

هرمنا الاخباري – عمان – بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
………………….
في إحدى المناسبات الإجتماعية إلتقيت بأحد أصدقائي الذي طلب مني أن أنضم لحزب ناشئ ومدعوم من جهاز المخابرات حسب زعمه وإدعاءه فقلت له : وهل أنت سجلت وانضميت لهذا الحزب ؟ ولماذا أنت انضميت له؟ وهل اطلعت أنت على برنامجه ؟
فأجابني بعفوية : لقد اتصلوا معي الدائرة وطلبوا مني أن أنضم لهذا الحزب ! فقلت له يعني لو طلبوا منك أن تنضم لحزب أخر لانضميت لغيره ، فقال لي بالحرب الواحد : أكيد يا صديقي لأن رئيس الحزب هذا سيكون هو رئيس الوزراء ألقادم ولأنه سيحصد الأغلبية البرلمانية بالإنتخابات ، كما وأنه مدعوم من كل مؤسسات الدولة بحيث أن كل الأبواب مفتوحة أمامه.
وبمناسبة أخرى مشابهة أيضا التقيت بصديق أخر وعرض عليّ نفس الطلب ، وسألته نفس الأسئلة والغريب أن كانت أجوبته مطابقة للأول .

ومن هنا فإن قانون الأحزاب وترخيص الأحزاب والإنضمام لهذه الأحزاب ونتائج الأحزاب بالمستقبل لا تخضع لإرادة شعبية ولن تكون بالتالي هي نتاج إرادة المواطن وإنما نِتاج إرادة مخابراتية حسب زعمهم وإدعائهم أو نِتاج مسؤول خالد بالدولة لا ينتهي نفوذة إلا بحالة الوفاة .
إن كلمة الحزب لغويا تعني إلتقاء مجموعة من الأشخاص تجمعهم أفكار متشابهة أو مُتفقة أو هي عقيدة واحده اجتمعوا عليها ويدافعون عنها من أجل التوصل إلى أهداف وغايات تعود بالنفع العام على المجتمع وعلى الوطن .
ولهذا فإن إلتقاء الناس في حزب سياسي يجب أن يكون من خلال برنامج تم إعداده من قبل المتحزبون وتم طرحه على الناس بحيث يعجبهم ويؤمنون به ويعملون على تنفيذه في الحكومات التي ستشكل من الأغلبيات البرلمانية .
الغريب بالموضوع أن رؤساء هذه الأحزاب ليسوا متقاعدين عسكريين كانوا قد خدموا بالدولة وشهدت لهم خدمتهم بالنزاهه والأمانة والوطنية، وإنما هم ممن سقطوا علينا بالبرشوتات أو ممن تم تبنيهم من الخالدين بالمناصب ، أو من الأنسباء والجيران والأصدقاء للخالدين .

ومن الغريب والعجيب أيضا أن الأحزاب السياسية مسموح ترخيصها من الدولة ومحللة ومباحة للجميع باستثناء المتقاعدين العسكريين الذين ما أن يتقدموا بطلب لترخيص جمعية أو ملتقى ثقافي حتى يتم الرفض فورا أو المماطلة إلى يوم الدين لأنها من الكبائر التي حرمت عليهم .
ومن هنا وجب علينا أن نبارك لرئيس الحزب الذي اجتمع معه مسلوبين الإرادة ليكون رئيس الوزراء المستقبلي ، فها هم
المسؤولين الخالدين بالمناصب قد سجلوا في هذا الحزب حتى يثبتوا للناس بأنهم ضرورة وطنية وبترشيح من حزب وطني مسلوب إرادة أعضاءه.

عظم الله اجركم يا وطني

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …