مقالات

هل يواجه نتنياهو مصير أبرهة في عام الفيل؟

هرمنا الاخباري – عمان – د. بسام روبين

إعتاد العرب قديما على هزيمة أنفسهم قبل أن يهزمهم عدوهم من خلال تفرقهم وبحثهم عن مصالحهم الضيقة وترك مصالح الأمة، مما دفع بأبرهة الحبشي  للتفكير بهدم الكعبة ،وعندما حاول مستشارووه تحذيره من قوة العرب قال لهم لا تخشوهم فهم رجال تجارة وليسوا رجال حرب أو قتال ،وكان قد أمر ببناء كنيسة ليحج الناس إليها بدلا من الكعبة المشرفة، وعندما إنتهى بناؤها لم يحج الناس إليها مما اغضب أبرهه حيث قام أحد الأشخاص بالتغوط في ذلك المعبد ووصل الخبر لأبرهة فوجه التهمة للعرب وقرر تجهيز جيش لهدم الكعبة، وتفاوتت ردود فعل القبائل العربية آنذاك ففي حمير قررت القبائل العربية مواجهة أبرهة لثنيه عن هدم الكعبة لكنه تغلب عليهم لأنهم لوحدهم ،وكانت المفاجأة عندما وصل للطائف فوجد أحد الجواسيس يتبرع في ارشادهم لمكان الكعبة حيث توفي على الطريق ومع وصول جيش أبرهة إلى مشارف مكة بعث أبرهة رسولاً إلى سيد مكة آنذاك عبد المطلب حيث قال الرسول له نحن جئنا لهدم الكعبة، ولن نؤذي أحدا منكم فقال له عبد المطلب لا قبل لنا بكم ولن نقاتلكم ولكن أعيدوا لي المئتي بعير التي أخذتموها ،وعندما ذهب لمقابلة أبرهة وقال له ذلك إستغرب أبرهة مما سمع وعند سؤال أبرهة له لماذا تطالب بالابل ولا تدافع عن الكعبة مصدر رزقكم فقال عبد المطلب أما الإبل فأنا ربها وأما الكعبة فللبيت رب يحميه ،فأمر أبرهة بإعادة إبله له، وعندما تقدم الجيش باتجاه الكعبة لهدمها إمتنعت الفيلة عن الحركة وبركت على أرضها وكانت تقبل الحركة بأي إتجاه باستثناء الكعبة، وفي تلك اللحظات أرسل رب العالمين من السماء عليهم طيرا أبابيل رمت الجيش بحجارة من سجيل فجعلتهم كعصف مأكول ،وحال العرب في عهد حكومة نتنياهو المتطرفة ليس بأفضل من حالهم في زمن أبرهة ،فالكنيست الإسرائيلي يجتمع خلال وقت قصير ويقر قوانين تسهل مهمة هذه الحكومة المتطرفة غير مكترثا بالدول المطبعة ولا الصديقة وطامعا في توسيع دائرة التطبيع ومشاريع الاستيطان ،وربما في جعبة هؤلاء المتطرفين مشروع جديد  للتعامل مع المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الطريقة التي حاول بها أبرهة هدم الكعبة، لذلك نتمنى أن يكون هذا العام أشبه بعام الفيل فتتدخل الإرادة الإلهية لحماية مسرى رسول الله من العبث والتخريب الصهيوني ،فالعرب في شتى البقاع أظهروا تعاطفهم ودعمهم للقدس وللقضية الفلسطينية، وكان ذلك جليا في كأس قطر ،وربما يواجه أي تعديل صهيوني على وضعية المسجد الاقصى نهاية ربانية لإسرائيل اذا ما قررت السير قدما في تطرفها ضد العرب والمسجد الأقصى ،فعنوان حكومة نتنياهو أكثر وضوحا من ذي قبل ،وخبرات حكومته متخصصة في التطرف وهذا معلن وليس سرا.

وإنني كمواطن عربي أحذر هؤلاء المتطرفين الصهاينه من اجراء أي تعديلات على الوضع القائم ،وعليهم أن يقرأوا التاريخ جيدا ،وما ورد في القران الكريم من معاني عظيمة ،وأن لا يعتمدوا في قراراتهم القادمة على ضمانات تتعلق بحال العرب ووهنهم وعلاقاتهم السرية بالبعض فالمسجد الأقصى هو أحد بيوت الله الحرام ،وله مكانة عظيمة عند رب العالمين وعند المسلمين ،ولن نسمح للصهاينة النيل من هذا المكان المقدس ،وقد تكون نهاية تطرف نتنياهو وحكومته واحتلالهم فلسطين مقرونة بأي تعدي قادم على الاقصى والفلسطينيين من قبل هذه الحكومة الأكثر تطرفا.

مقالات ذات صلة