كان هناك انعكاسات واضطرابات فكرية للكثيرين من ابناء الوطن ، بسبب الكثير من الازمات والقرارات المتتالية ، في ظل ظروف صعبة تعيشها الحكومات بين ازمات مالية وضغوطات خارجية ، ادت الى توجيه سلوك ونشاط العديد باتجاهات مختلفة .
فلقد افتقر العديد الى الاتجاهات والمفاهيم الصائبة لمواجهة تلك الازمات من خلال اختفاء ملحوظ لغالبية القيادات الناضجة ، فسار العديد من الناس دون ارشاد صحيح ، واختفت الموازين الدقيقة وسيطرت الاهواء ، مما اثر ذلك على الميادين الاجتماعية والعملية والاقتصادية ، واضعفت مقوماتها الاساسية وجعلها عرضة للعديد من الانتكاسات .
فليس الازدهار او التخلف الاقتصادي يعتمد على وفرة مصادر الثروة او قلتها ، ولكنهما يعتمدان على التصور الذهني الذي يوجه لطرق الكسب وطرق الانفاق وفق المصلحة العامة وليس باتجاه المصالح الفردية .
حتى لا نقع في تخبط فالتقنن يرفع الضرائب ، ورفع الاسعار وتعدد الاساليب الملتوية جميعها تسعى الى نهب ما في الجيب دون ان تتأثر طبقة الاغنياء او المنتفعين والمستغلين لمكانتهم النفوذية .
فلم يتحقق شيء ملموس على ارض الواقع من تنمية ومعالجة لجيوب الفقر وخلق فرص عمل وتشجيع الاستثمار ، بل كان هناك اهمال وتهميش حتى بالزراعة ، واهملت البنية التحتية وكثير تضرر من ضروب الجوع ، حتى الكثير تجنب المعالجة الطبية لارتفاع تكاليفها فلجأ الى الطب البديل دون مراعاة وتشخيص لحالته .
لذلك انهارت المفاهيم الوطنية لدى البعض ، وحلت مفاهيم العصبية والشغب والاضطراب ، وتمرد الكثيرون باتجاه تجارة الافات المجتمعية من مخدرات وبلطجة ونهب وسلب .
والتفكيك الاقتصادي استغله الاعداء ، وما علينا في ظل هذه الامواج المتلاطمة الا ان نوحد الصفوف ونواجه الازمات ونسيطر على الانقسامات وتخفيف حدة الخلافات ومعالجة الاضطرابات من خلال الواجب الوطني للقيادات الوطنية وهم كثر .
وفي غمرة الفساد الذي ضرب شتى المناحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية انشغل الكثيرون بمتابعة تلك القضايا على حساب العمل ، وانتشر النفاق والوصولية وتدنت القيم الاخلاقية وتعددت الانقسامات بين الزعامات السياسية ، واصبحت العلاقات بينهم يعتريها الشك والريبة والطمع ، وهذا كله يؤدي الى تفكيك المجتمعات .
وعلينا ان نبني ايضاً قيادات شبابية وطنية واعدة حتى لا تختلط المفاهيم الوطنية مع المفاهيم السلبية ، وليكون اتجاه البوصلة الوطنية بالاتجاه السليم والصحيح لنصل الى بر الامان .
حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .