أخبار عاجلة

حابس باشا والمعلم ..بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي

هرمنا الاخباري – عمان

لقد تداول وعلق الكثير من الناشطين على وسائل السوشال ميديا صورة لضابط بالأمن العام يعمل في مفرزة الأمن العام الموجودة بالوزارة وهو يحمل المظلة المطرية بالجو الماطر لمعالي وزير التربية والتعليم الأستاذ الدكتور عزمي محافظة أثناء دخوله مبنى وزارة التربية والتعليم .

لقد شرّقوا وغرّبوا حول هذا التصرف ، فمنهم من رأى أنه تصرفا معيب من ضابط يحمل إرادة ملكية أن يتصرف مثل هكذا تصرف مع وزير بالحكومة الأردنية ، ومنهم من رأى فيه انتقاصا لهيبة الضباط والزيّ العسكري، وصارت هذه الصورة العفوية المحتوى والسيئة النية من قبل ملتقطها اهم من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وأهم من صور ضحايا الأطفال الذين شاهدناهم وهم يخرجون من تحت الأنقاض والعمارات المتدمرة .

ولنعود إلى قصة كبير العسكر وصاحب فكرة تأسيس الجامعة الأردنية الشاعر والمشير المرحوم بإذن الله تعالى حابس باشا المجالي عندما علم أن أحد مدرسينه في مدرسة السلط قادم لزيارته وهو ينتظر منه إذن الدخول من بوابة القيادة العامة ، وكان حابس باشا أنذاك قائدا عاما للقوات المسلحة الأردنية ويحمل رتبة مشير وهي الرتبة الأعلى عسكريا ويضعها جلالة الملك حسين عليه رحمة الله تعالى ويحملها الأن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه ( سبلتان وسيفان وتاج )، عندها شعر الأستاذ أن هناك تأخيرا له على البوابة وأراد الرجوع ولكنه تفاجئ بأن هناك ضباط اثنين من رتب عالية قاموا باستقباله ورافقاه إلى ساحة مراسم إستقبال ضيوف القيادة العامة من مستوى جلالة الملك أو من قادة الجيوش الزائرة ، حابس باشا قام بإصدار أمر بتشكيل قطعة منتظرة تستخدم من أجل الترحيب بالضيوف المهمين أو الملوك والزعماء ، وقام بمرافقته واستعراض حرس الشرف معه إلى أن ادخله إلى مكتبه وقام بتلبية حاجاته ومطالبه وقام بوداعه بمثل ما استقبله .

هذا حابس باشا كبير العسكر الشاعر و الفارس والذي أعطى العلماء والأساتذة منازلهم العلمية والتربوية التي يستحقونها .
ولنعود إلى قصة الصورة فمن هو وزير التربية والتعليم ؟ أليس هو استاذا مدرسا في كلية الطب بالجامعة الأردنية وكان أيضا رئيسا للجامعة الاردنية ، ألم يتخرج على يديّهِ الكثير من الأطباء الذين يحملون رُتبا عالية من عُقداء وعُمداء وألوية في الخدمات الطبية الملكية ومدراء مستشفيات وأطباء بالقطاع الخاص والحكومي .
اتقوا الله أيها الناشطون ولا تجعلوا علامات التقدير والإحترام للمعلمين والأساتذة مهانة لمن ينتهجها أو يقدرها .

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …